للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علم الكلام، فتحولت إلى حلقة حماد، وكان إذا ذكر المسألة أحفظ‍ قوله، فإذا كرر كنت أحفظ‍ أنا الجواب ويخطئ أصحابه، فقال: لا يجلس في الحلقة قبالي غيره، فلزمته عشر سنين، ثم أردت أن أنفرد في حلقته فلما دخلت المسجد على ذلك العزم لم أملك الخلاف فجلست عنده، فأخبر بموت حميم له بالبصرة فخرج إليه، وأجلسني مكانه، فوردت علي ستون مسألة لم أحفظ‍ جوابها فأجبت وكتبت جوابي فلما جاء بعد شهرين عرضت عليه جوابي، فخالفني في عشرين فحلفت أن لا أفارقه إلى الموت، فلازمته ثماني عشرة سنة أخرى.

وذكر تاج الإسلام السمعاني عنه قال (١): خدعتني امرأة، وفقهتني امرأة، وزهدتني امرأة، أما الأولى: كنت مجتازا فأشارت إلى امرأة إلى شيء مطروح في الطريق، فتوهمت أنها (خرساء) (٢)، وأن الشيء لها فلما رفعته إليها قالت: احفظه حتى تسلم صاحبه، والثانية سألتني امرأة عن مسألة في الحيض فلم أعرفها، فقالت قولا تعلمت الفقه من [أجله] (٣)، والثالثة: مررت ببعض الطريق فقالت امرأة: هذا الذي يصلي الفجر بوضوء العشاء، فتعمدت ذلك حتى صار عادة.

وذكر عنه أنه قال (٤): كنت أنازع الناس في علم الدين فسئلت عن فريضة فلم أعرفها، فقيل لي تتكلم في الدين وهو أدق من الشعر ولا تحسن فريضة، فخجلت، فأتيت الشعبي، فإذا هو مخضوب الرأس واللحية يلعب بالشطرنج مع أصحابه، فسألته عن مسألة، فقال: ما يقول فيه الحكم (٥) بن عتبة وحماد؟ وسمعته


=فقال: يطلقها وهي طاهرة من الحيض والجماع تطليقة، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا أغتسلت فقد حلت للأزواج.
(١) ينظر: الموفق المكي، المناقب:١/ ٦١؛ الكردري، المناقب:١/ ١١.
(٢) في الأصل (أخرس) التصحيح من: الكردري، المناقب:١/ ١١٩.
(٣) ساقط‍ في الأصل. زيادة من الكردري:١/ ١١٩
(٤) ينظر: الكردري، المكناقب:١/ ١٢٠.
(٥) الإمام الكبير، عالم أهل الكوفة، الكندي، مولاهم الكوفي توفي سنة (١١٥ هـ‍ /٧٣٣ م). =

<<  <  ج: ص:  >  >>