للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عنه (١): ما جاءنا عن الله ورسوله لا نتجاوز عنه، وما اختلف فيه الصحابة اخترناه، وما جاءنا عن غيرهم أخذنا وتركنا.

وروى (٢) أنه كان كثيرا يقرأهذه الآية في خلال كلامه: {فَبَشِّرْ عِبادِ} (٣) {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (٤) وفيه دليل على أنه لم يبدع اللفظ‍ الاستحسان (٥) فإنه موجود في الكتاب وكذا في السنة فقد ورد: (ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن) (٦).

وعن أبي يوسف (٧): أنه إذا وردت حادثة قال الإمام هل عندكم أثر؟ فإن كان عنده أو عندنا أثر أخذ به، وإن اختلفت الآثار أخذ بالأكثر وإلا أخذ بالقياس إلا أن يتعسر القياس فتركه إلى الاستحسان.

وعن محمد بن سماعة (٨): أن الإمام ذكر في تصانيفه نيفا وسبعين ألف حديث وانتخب الآثار من أربعين ألف حديث، والمسائل التي رجع عنها من القياس إلى الأثر كثيرة لشدة إتباعه، (منها): كان يقسم الدية على منافع الأصابع ويوجب الأرش (٩) في الإبهام أكثر مما يوجبه في سائر الأصابع، فلما بلغه قوله (عليه


(١) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٤٥.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٤٦.
(٣) سورة الزمر، الآية ١٧.
(٤) سورة الزمر، جزء من الآية ١٨.
(٥) الإستحسان: هو ترك القياس، والأخذ بما هو أرفق للناس.
ينظر: الجرجاني: التعريفات: ص ١٩.
(٦) ينظر: ابن حنبل:، المسند:١/ ٣٧٩ بلفظ‍ مختلف قليلا؛ الحاكم، المستدرك:٣/ ٨٣؛ الهيثمي، مجمع الزوائد:١/ ١٧٧.
(٧) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٥١.
(٨) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٥٥.
(٩) الأرش: هو أسم للمال الواجب على ما دون النفس. الجرجاني: التعريفات: ص ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>