للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و [الأبيض] (١) بن الأغر يقايسه إذ صاح رجل وقال: أول من قاس إبليس: فقال: يا هذا وضعت الكلام في غير موضعه: قاس اللعين لرد أمر الله تعالى/٦ أ/حيث قال تعالى:

{وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً} (٢) ونحن نقيس المسألة على أخرى لنردها إلى أصل من الأصول: الكتاب والسنة، أو اتفاق الأمة فنجتهد وندور حول الإتباع. فأين هذا من ذاك؟ فصاح الرجل وقال:

تبت من مقالتي إلى ربي، نور الله قلبك كما نورت قلبي.

وعن علي (٣) بن عثام قال: إن [أبا حنيفة] (٤) قال (٥): حدثنا الشعبي أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو عامله بالبصرة:

أن قس الشيء بالشيء، واضرب الأمثال يتبين لك الحق.

وعن الحسن بن زياد: أنه كان يقول (٦): ليس لأحد أن يقول برأيه مع نص من كتاب الله أو سنة عن رسول الله أو إجماع عن الأمة، فإذا اختلف الصحابة على أقوال نختار ما هو أقرب من الكتب والسنة ونجتهد ما جاوز ذلك، فالاجتهاد موسع على الفقهاء لمن عرف الاختلاف، وقاس فأحسن القياس، وعلى هذا كانوا.


(١) في الأصل «الأزهر» التصحيح من: الكردري، المناقب:١/ ١٤٤، ابن حجر، لسان الميزان: ١/ ١٢٩.
(٢) سورة الإسراء/الآية ٦١.
(٣) هو: علي بن عثام بن علي، أبو الحسن الكلابي الكوفي. سمع حماد بن زيد، وشريكا القاضي، وعبد السلام بن حرب وابن عينية، وأباه عثام بن علي، ومالك بن أنس وعددا كثيرا. توفي سنة (٢٢٨ هـ‍ /٨٤٢ م).
ينظر ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل:٦/ ١٩٩؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٠/ ٥٦٩.
(٤) في الأصل (أبو حنيفة) التصحيح من: الكردري، المناقب:١/ ١٤٥.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٤٥.
(٦) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>