للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفى الله عنهم بقوله: {ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١). والحمد لله رب العالمين.

هذا وكان الإمام إذا وردت مسألة فيها حديث صحيح تبعه ولو عن الصحابة والتابعين، وإلا قاس فأحسن القياس (٢). وروي (٣) أنه وضع ستين ألف مسألة، وقيل وضع خمس مئة ألف مسألة، وذكر الخطيب الخوارزمي في أنه وضع ثلاثة آلاف وثمانين ألف مسألة. منها ثمانية وثلاثين ألفا في العبادة والباقي في المعاملة، ولولا هذا لبقي الناس في تيه الضلالة وبيداء الجهالة.

وذكر (٤) أبو المعالي الحلبي: عن الحسن بن زياد عنه أنه قال: قولنا هذا رأي حسن وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن مما قلنا فهو أولى بالصواب منا.

وذكر (٥) الديلمي عن زهير (٦) بن معاوية قال: كنت عنده،


(١) سورة آل عمران/الآية ٦٧.
(٢) القياس: هو «إثبات مثل حكم معلوم في معلوم آخر لإشتراكهما في علة الحكم عند المثبت»، وقال أبو زهرة هو «إلحاق أمر غير منصوص على حكمه بأمر آخر منصوص على حكمه لعلة جامعة بينهما».
ينظر: الأسنوي، عبد الرحيم بن الحسن (ت ٧٧٢ هـ‍ /١٣٧٠ م): نهاية السول في شرح منهاج الأصول للبيضاوي، عبد الله بن عمر (د. ط‍، عالم الكتب، بيروت،١٩٨٢ م) ٤/ ٤٠٢؛ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية (د. ط‍، دار الفكر العربي، القاهرة،١٩٧٦ م) ٢/ ١٦٢.
(٣) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٤٤.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٤٤.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:١٤٥،١/ ١٤٤.
(٦) هو: زهير بن معاوية بن خديج بن الرحيل، الحافظ‍، الإمام المجود، أبو خيثمة الجعفي الكوفي، محدث الجزيرة، كان من أوعية العلم، صاحب حفظ‍ وإتقان. توفي سنة (١٧٣ هـ‍ / ٧٨٩ م). ينظر: ابن سعد، الطبقات:٦/ ٣٧٦، الذهبي، سير أعلام النبلاء:٨/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>