للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاعيك بدرهم ثم ابتعت به تمرا» (١) فدل أن الحيلة للتوصل إلى الحق أو للتخلص عن المضرة جائزة، وإنما الحرام ما يتوصل به إلى الباطل، أو إبطال الحق بعد الثبوت، والمفتي الماجن في القول المعتمد هو الذي يفتي بأمر باطل يؤدي إلى الخروج من الدين، كمن يعلم المرأة الارتداد لتتخلص من الزوج وليس لها ذلك فإنها إن فعلت ذلك يسترقها زوجها، وهذا على قولهما بلا شبهة، والمسألة معروفة.

وقد ذكر عبد المجيد الخوارزمي عن محمد (٢) بن مقاتل: أن رجلا جاء وقال للإمام:

ما تقول فيمن لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولا يخاف الله، ويأكل الميتة، ويصلي بلا ركوع وسجود، ويشهد بما لم يره، ويبغض الحق ويحب الفتنة؟. فقال: هذا رجل يرجو الله لا الجنة ويخاف الله لا النار ولا يخاف عليه الظلم من الله في عدله ويأكل السمك والجراد ويصلي على الجنائز ويشهد بالتوحيد ويبغض الموت وهو الحق، ويحب المال والولد وهما الفتنة، فقام السائل وقبل رأسه وقال: أشهد أنك وعاء للعلم.

وذكر العلامة حسام الملة السغناقي (٣): أن رجلا جاء إليه وقال: بواو أم بواوين؟ /٦ ب/ [فقال بواوين] (٤) فقال: بارك الله فيك كما بورك في: لا و: لا فلم يعلم الحاضرون ما قالا [فقال الحاضرون ما هذا الكلام] (٥)، فقال: سألني عن


(١) ينظر/أبن حنبل، المسند ٣/ ٦٢؛ البخاري، الصحيح:٨١٣،٢/ ٨؛ مسلم، الصحيح: ٣/ ٢١٥.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٥٧، الصالحي، عقود الجمان:٢٥١ - ٥٢٢.
(٣) ستأتي ترجمته برقم ٥٩٧.
(٤) هو الحسين بن علي بن الحجاج. ستأتي ترجمته برقم ١٩٩. وينظر الخبر في: الكردري، المناقب:١/ ١٥٧.
(٥) ساقط‍ في الأصل: زيادة من: الكردري، المناقب:١/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>