للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توقف الناس هناك، فسأل الإمام عن سبب ذلك، فقالوا: حلفت أمه أن لا ترجع قبل الصلاة عليه، وحلف أبوه بالطلاق أن لا تتبع الجنازة وترجع فلم يهتد أحد إلى جواب فناداه أبو الميت: يا نعمان أغثنا، فسأل الإمام عن كيفية الحلفين، فلما بينوه، قال ضعوا الجنازة، فوضعوها، فصلى عليه الناس ثم قال لها: ارجعي إلى منزلك، ثم رفعت إلى القبر فقال ابن شبرمة: عجزت النساء أن يلدن مثله.

وعن ابن المبارك قال (١): سأله رجل أن ينقب في حائطه كوة فأفتاه بالجواز، فمنعه ابن أبي ليلى عن ذلك، فأتاه ثانيا، فقال: افتح فيه بابا فمنعه ابن أبي ليلى، فشكى إلى الإمام فقال: كم قيمة حائطك؟ قال: ثلاثة دنانير قال: علي قيمتها، اذهب فاهدمها، فلما رام الهدم خاصمه خصمه إلى ابن أبي ليلى فقال: كيف أحوله عن هدم حائطه؟ قال تمنعني عن أيسر من ذلك، فقال القاضي ما أصنع يذهب إلى رجل يدلني على خطئي، أفلا أرجع.

(وعن) عبد الله بن المبارك قال (٢): سألته عن رجل له درهمان ورجل له درهم اختلطا، ثم ضاع منه درهمان قال: يكون الدرهم الباقي بينهما اثلاثا، فلقيت ابن شبرمة، وعرضت عليه الجواب، فقال اخطأ بل الباقي بينهما انصافا؛ لأنا نعلم قطعا أن الواحد من الضائعين لذى الدرهمين فاستحسنت جوابه، فلما عرضته على الإمام قال: لما اختلطا وجبت الشركة اثلاثا، فالضائع والباقي على الشركة والواجبة.

(وأدق) من هذا ما روى (٣) عن علي (كرم الله وجهه) فيمن له خمسة أرغفة وللآخر ثلاثة أرغفة فجلسا ليأكلا فجاء إليهما رجل وأكل معهما ودفع إليهما ثمانية دراهم وقال: اقسما على قدر ما أكلت من ارغفتكم فأعطى صاحب الخمسة ثلاثة لصاحب الثلاثة فلم يرض إلا بالمناصفة، فاختصما إلى أمير المؤمنين علي


(١) ينظر: الكردري، المناقب:٢٠١،١/ ٢٠٠.
(٢) م. ن:١/ ٢٠١.
(٣) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>