للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم دعاه، وقال: ألق عليه من مسائلك؛ فألقيت عليه واحدة واحدة، فجعل يقول: كذا قال أهل المدينة فيه، وأنتم قلتم فيه كذا وكذا، وأنا أقول كذا فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة، وربما خالف الكل، فلما فرغ قال:

ألسنا روينا: «إن أعلم الناس أعلمهم بهذه الإختلافات».

وعن أبي معاذ البلخي (١): إن الإمام كان يقول (٢): أهل الكوفة كلهم مولاي؛ لأن الضحاك (٣) بن قيس الشيباني الحروري دخل الكوفة وأمر بقتل الرجال كلهم فخرج إليه الإمام في قميص ورداء فقال: أريد أن أكلمك، قال تكلم، قال: لم أمرت بقتل الرجال؟ قال: لأنهم مرتدون، قال: أكان دينهم غير ما هم عليه فارتدوا حتى صاروا إلى ما عليه أم كان هذا دينهم؟ قال: أعد ما قلت فأعاد، قال الضحاك أخطأنا فغمدوا سيوفهم، ونجا الناس.

وقال أبو الفضل الكرماني (٤): لما دخل الخوارج الكوفة ورأيهم تكفير كل من أذنب وتكفير كل من لم يوافقهم قيل لهم: هذا شيخ هؤلاء، فأخذوا الإمام وقالوا:

تب من الكفر، فقال: أنا تائب من كل كفر، فقيل لهم: إنه قال أنا تائب من كفركم فأخذوه فقال لهم: أبعلم قلتم أم بظن؟ قالوا: بظن، قال: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (٥)،


(١) هو خالد بن سليمان البلخي. ستأتي ترجمته برقم ٢٢٣.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:٢١١،١/ ٢١٠.
(٣) تولى الضحاك أمر الخوارج الصفرية بعد وفات سعيد بن بهدل الشيباني، وقد غلب على العراق، ولم يغلب أحد الخوارج قبله ولا بعده عليها. وهو أحد بني عمرو بن محلم بن ذهل ويكنى أبا سعيد. ينظر: المسعودي، التنبيه والإشراف (د. ط‍، دار الصاوي، القاهرة، ١٣٥٧ هـ‍ /١٩٣٨) ص ٢٨٢.
(٤) هو: عبد الرحمن بن محمد بن اميروية بن محمد الكرماني، ستأتي ترجمته برقم ٣٢٣.
وينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢١١.
(٥) سورة الحجرات/الآية ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>