للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان (١) حفص (٢) بن عبد الرحمن شريك الإمام، فبعثه إلى تجارة، وقال:

في ثوب كذا عيب فباع بلا بيانه، وجاء بربح، فتصدق بحصته، وفاسخه الشركة، قال المرغيناني: وكان الربح خمسة وثلاثين ألف درهم.

وكان الحسن (٣) بن عمارة يقع فيه، فجمع علماء الكوفة أميرها لمسألة، فالكل أخطأ إلا الحسن، قال الإمام: كلنا أخطأنا إلا [الحسن] (٤)، فلو شاء أن يقيم قولا لأقامه، ويبطل قولي لأبطله، لكنه منعه زهده وتقواه، وكان الحسن بعد ذلك يمدحه.

وفي رواية سهل بن مزاحم: وتكلم العلماء وتكلم الإمام، فقال العلماء كلهم: القول قوله، فقال الأمير أكتب، فقال: الحق ما قاله الحسن، فازداد الناس فيه اعتقادا.

وعن النضر بن محمد الرقي قال (٥): لقيته ببغداد وأنا أريد الكوفة فقال: قل لابني حماد: قوتي في الشهر درهمان من سويق وقد حبسته عني، فعجله إلي، وكان في تلك الأيام حبسه المنصور للقضاء ببغداد، وكان لا يأكل من طعامه بل يؤتى له بالسويق من الكوفة.


(١) ينظر: الصالحي، شمس الدين، محمد بن يوسف الدمشقي الشافعي (٩٤٢ هـ‍ /١٥٣٥ م) عقود الجمان (د. ط‍، مطبعة المعارف الشرقية، حيدرآباد-الهند،١٣٩٤ هـ‍ /١٩٧٤ م) ص ٢٤٠ - ٢٤١.
(٢) ستأتي ترجمته برقم ٢٠٥.
(٣) هو: الحسن بن عمارة بن المضرب البجلي مولاهم، الكوفي، أبو محمد الفقيه، كان على القضاء ببغداد في خلافة أبي جعفر المنصور. توفي سنة (١٥٣ هـ‍ /٧٧٠ م).
ينظر: المزي، تهذيب الكمال:٦/ ٢٦٥ - ٢٧٧؛ ابن حجر، تهذيب التهذيب. وينظر: الخبر في: الكردري، المناقب:٢/ ٣٠٤،١/ ٢٢١ - ٣٠٨.
(٤) ساقط‍ في الأصل: وهو زيادة من: الكردري، المناقب:١/ ٢٢١.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٢٣؛ الصالحي، عقود الجمان:٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>