للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعنه (١): أن الإمام نهي عن الإفتاء، وكان ابنه يسأل منه في الخلوة شيئا فلا يجيبه، فقال حماد: أنت بمكان لا يراك فيه أحد، فقال: أخاف أن يسألني السلطان هل أفتيت؟ فأخاف أن أقول لا.

وعن الإمام أحمد (٢): أنه ذكره فقال: كان زاهدا ورعا ضرب على القضاء واحدا وعشرين سوطا فأبى.

وعن ابن المبارك (٣): أراد الإمام أن يشتري جارية فشاور عشر سنين من أي جنس يشتريها. ووقعت أغنام (٤) من الغارة في الكوفة فسأل عن مدة حياة الغنم، فقيل: سبع سنين، فما أكل اللحم سبع سنين. ونعم ما قيل فيه شعر (٥):

حسبي مديح أبي حنيفة أنه … أسد العلوم وغاية الأقلام

قد حاز في شأن التورع غاية … تكبو وراء بلوغها الأوهام

للزهد لم يقبل حلالا طيبا … فمتى يساق إلى حماه حرام

هل رأيتم مثله متورعا … جادت به الأصلاب والأرحام

لما أتاه الفقه مزموما وما … باهى به باهى به الإسلام

وعن سهل بن مزاحم (٦): بذلت له الدنيا بحذافيرها وضرب عليها بالسياط‍ فلم يقبلها من كثيرها وقليلها.

وعن أبي يوسف (٧): سمعته يقول: لولا الفرق من الله ما أفتيت أحدا يكون الهناء لهم والوزر علينا-قلت-فكأنه أشار إلى قوله (عليه السلام) «أجرؤكم


(١) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٢٤.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٢٥.
(٣) ينظر: الصالحي، عقود الجمان:٢٤٠.
(٤) م. ن:٢٤٤.
(٥) الأبيات في الكردري، المناقب:١/ ٢٣٠.
(٦) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٣٠.
(٧) ينظر: الصالحي، عقود الجمان:٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>