للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الفتيا أجرؤكم على النار» (١) ولهذا كان السلف الأبرار يتدافعونه عن أنفسهم في الأعصار والأمصار وقد نظم الإمام سراج الدين الغزي أخو صاحب «المحيط‍» هذا/٩ أ/المبنى وزاد في المعنى فقال: شعر (٢):

تركت الكتب في الفتوى وإني … لمحتسب بهذا الترك أجرا

وما تركى لعجزي عنه لكن … أكرر من أصول الشرع وقرا

وأما ما درست بغير حفظ‍ … فيعظم ذكرها عدا وحصرا

ولي في سائر الأنواع حظ‍ … وما قولي معاذ الله كبرا

ولكن أذكر النعماء عندي … من الرحمن إيمانا وشكرا

ولكن قد يكون الحكم طورا … خلافيا وبالإجماع طورا

فترتعد الفرائص عند كتبي … نعم أولا لظني ذاك خيرا

وتركي قول مجتهد سواه … لظن قد يكون الظن وزرا

تدبرت الأمور وكان كتبي … لذي الأمثال صيتا لي وذكرا

فقلت هلاك الناس طرا … قد اتخذوك للنيران جسرا

فلا يغررك ذكر الناس وأجهد … لتكسب عند رب العرش ذكرا

وبادر في قبول الحق واحذر … قضاء لازما موتا وحشرا

ودع عنك العلو تكون عبدا … قنوعا صالحا سرا وجهرا

ولا تركن إلى الدنيا وشمرّ … لما يدعي لدى الرحمن ذخرا

فلا يغني مقال الخلق عني … هو المغني لما أرهقت عسرا

فحسبي عفو ربي عند تركي … وحسبي كتبه الباقين عذرا


(١) ينظر: الدارمي، سنن الدارمي:١/ ٦٩ (باب الفتيا وما فيه من الشدة)
(٢) القصيدة في: الكردري، المناقب:٢٢٨،١/ ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>