للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن الحسن (١) بن مالك، عن الإمام أنه قال (٢): وقع بين المنصور وامرأته مشاجرة، فاختارت الإمام ليكون حكما فدعوه، فجلست وراء الستر، فقال المنصور:

كم يحل للرجل من الحرائر؟ قال: أربع، قال: ومن الإماء؟ قال: ما شاء بلا عدد، قال: هل يجوز لأحد خلاف في ذلك؟ قال: لا، قال الخليفة: اسمعي ما قال! قالت:

قد سمعت، قال الإمام: يا أمير المؤمنين إنما يحل لمن عدل، فمن لم يعدل أو خاف ألا يعدل فلا تحل إلا واحدة قال تعالى {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ}

الآية (٣) فسكت الخليفة وقام فلما بلغ الإمام منزله بعثت الحرة إليه بخمسين ألف درهم وبجارية حسناء وبمركب شكرا لما صنع، فجاء الخادم بكل ذلك إليه فلم يقبل منه شيئا، وقال: ما أردت بهذا الكلام تقربا إلى أحد، والتماسا للخير من المخلوق ولم يمس منه ولم ينظر إليه حتى رفع من بين يديه.

وعن العسكري (٤): أنه لما جيء به إلى المنصور أمر له بعشرة آلاف درهم على بد الحسن بن قحطبة، فلما أحس أنه يؤتى بمال جعل لا يكلم أحدا فحمل إليه المال، فقيل إنه ما تكلم اليوم، فقال الحمالون: ما نصنع بالمال؟ فوضعوه في زاوية من البيت، فلما مات كان ابنه حماد غائبا، فقدم فذهب بالمال إلى ابن قحطبة، وكان لم يحرك من مكانه، فقال: هذه وديعتك كانت في زاوية البيت، فخذه فنظر إليه الحسن وقال: رحمه الله كان شحيحا على دينه


(١) ستأتي ترجمته برقم ١٩٠.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:٢٣١،١/ ٢٣٠؛ الصالحي، عقود الجمان:٢٩٩،٢٩٨.
(٣) سورة النساء/الآية ٣.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>