للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر (١) صاحب"المنظومة" (٢) عن الإمام أبي حفص (٣) الكبير البخاري: أن الإمام لما فر من ابن هبيرة إلى مكة أقام بها إلى أن ظهرت الهاشمية فقدم الكوفة فأشخص إلى بغداد، فأمر له المنصور بعشرة آلاف درهم وجارية، فقال له عبد الملك بن حميد وزيره، وكان جيد الرأي فيه: أقبل الجائزة فإن الخليفة يطلب عليك علة، فقال لا حاجة لي فيه فقال: أما المال فقد كتب في الديوان أنه قبل، وأما الجارية فإما أن تقبلها وإما أن تعتذر حتى أعذرك عنده، قال: إني ضعيف عن النساء لا حاجة لي في جارية، لا أصل إليها ولا يحسن أني أبيع جارية وصلت إلي من حرم أمير المؤمنين.

وذكر (٤) المرغيناني عن الحميري عن أبيه قال: لما أشخصه المنصور إلى بغداد حضرت معه، فلما خرج من عند المنصور منتقع اللون سألته عن ذلك، فقال:

دعاني إلى القضاء، فقلت لا أصلح لذلك؛ لأنه ليس لي قلب أحكم به عليك وعلى أولادك وقوادك، فقال: لم لم تقبل صلتي؟ فقلت تعطيني من بيت المال ولست من المقاتلة حتى آخذ مالهم، ولا من الذرية حتى آخذ عطاياهم، ولا من الفقراء حتى آخذ ما يأخذونه، قال: فأقم حتى تستفتيك القضاة فيما يحتاجون إليك من الأحكام.

وعن الحسن بن زياد (٥): أنه لم يقبل هدية ولا جائزة.

وعن سهل بن مزاحم (٦): كنا ندخل بيته ولا نرى إلا البواري.


(١) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٣١.
(٢) صاحب (المنظومة) هو محمد بن أحمد بن محمود النسفي: ستأتي ترجمته برقم ٤٨٨ ز
(٣) هو أحمد بن حفص. ستأتي ترجمته برقم ٤٣.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٣٢.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٣٢.
(٦) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>