للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مطرق رأسه يتفكر، قال: من أين؟ قلت: من عند شريك (١) بن عبد الله، فرفع رأسه وأنشأ شعر (٢):

إن يحسدوني فأني غير لائمهم … قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهم … ومات أكثرنا غيظا لما وجدوا

ولقد أحسن محمد بن الحسن حيث أنشد شعر (٣):

هم يحسدوني وشر الناس منزلة … من عاش في الناس يوما غير محسود

وعن يحيى بن [نصر] (٤) كان إذا ذكر عنده أحد بسوء قال شعر (٥):

حسدوا الفتي إذ لم ينالوا سعيه … فالقوم أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لزوجها … حسدا وبغيا أنها لدميم

وقيل لعبد الله بن طاهر (٦): إن الناس يقدحون فيه فقال شعر:

ما يضر البحر أمسى زاخرا … أن رمى فيه غلام حجرا

ونعم ما قال قائل شعر:

إن يحسدوني فزاد الله في حسدي … لا عاش من عاش يوما غير محسود

ما يحسد المرء إلا من فضائله … بالعلم والبأس أو بالمجد والجود

ولبعضهم شعر:

فازداد لي حسدا من لست أحسده … إن الفضيلة لا تخلو من الحسد


(١) ستأتي ترجمته برقم ٢٦٩.
(٢) البيتان في الكردري، المناقب:١/ ٢٦٥.
(٣) البيت في الكردري، المناقب:١/ ٢٦٦.
(٤) في الأصل (معين) التصحيح من الكردري، المناقب:١/ ٢٦٨.
(٥) البيتان في: الصميري، أخبار أبي حنيفة وأصحابه: ص ١٤٧، والبيتان لأبي الأسود الدؤلي. ينظر: الكردري، المناقب:٢٦٩،١/ ٢٦٨.
(٦) هو: عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، أبو العباس، الأمير العادل حاكم خراسان، وما وراء النهر. ينظر: الكندي، الولاة والقضاة، الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٠/ ٦٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>