للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عطاء ذي العرش خير من عطائكم … وسيبه (١) واسع يرجى وينتظر

أنت يكدر ما تعطون منكم … والله يعطي فلا من ولا كدر

وروي (٢) أن ابن هبيرة أتي بشاهد زور وهو والي الكوفة فقال: علي بالقاضي، فقيل: رأيت القاضي وأبا حنيفة والحجاج (٣) بن ارطأة في المسجد، فقال:

علي بهم، فلما جاؤا، قال: هذا ارتكب فما تصنع به؟، فبدأ بابن أبي ليلى، وقال:

يضرب أربع مئة سوط‍، وقال الحجاج: يحلق رأسه ولحيته، فقال للإمام: ما تقول أنت؟ فقال: بلغنا أن شريحا كان إذا أتى بمثله: إن كان سوقيا طاف به في سوقه، وإن كان من العرب طاف به في حيه، فعمل بقول الإمام وكان على رأس الإمام عمامة واسترخى كور منها في وجهه، فلما خرجوا قال لابن أبي ليلى ما هذا الفتيا؟! لو ضرب أربع مئة ومات بما كنت تلقي الله في دمه؟ قال: ما أردت إلا أربعين ولكن من الخوف جرى على لساني. وقال للحجاج: حلق الرأس قد جاء في موضع أما حلق اللحية إذا حلقت ولم تنبت كيف حكمه؟ قال: ما أردت إلا حلق الرأس؛ فمن الهيبة جرى على لساني. فقال ابن أبي ليلى: وأنت أيضا لم تجترئ على تسوية كور عمامتك من وجهك ألم يكن لك يد؟ قال: إن لم يكن لي يد اسوي بها عمامتي فلي قلب أعلم ما أقول به.

وروى (٤) أن المنصور كان يريد أن يقرب الإمام، فيقول الإمام لا لأنك إن قربتني فتنتني، وإن أبعدتني أحزنتني وليس عندك ما أرجوك له، وليس عندي ما أخافك عليه وأنا غني بمن أغناك فلن أغشاك فيمن يغشاك.


(١) السيب: العطاء. ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:١/ ١٨٠.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:٢٩،٢/ ٢٨.
(٣) هو: الحجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة بن سراحيل، أبو ارطأة النخعي الكوفي، الإمام العلامة، مفتي الكوفة. توفي سنة (١٤٥ هـ‍ /٧٦٢ م).
ينظر: ابن سعد، الطبقات:٦/ ٣٥٩؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:٧/ ٧٨.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>