للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشماتة، فقال ابن شبرمة: ما أدري ما يقول هذا؟، نحن نطلب الدنيا وهو يضرب على رأسه ليأخذ الدنيا فلم يقبلها.

وعن ابن المبارك (١): إن الرجال في الاسم سواء حتى يقع في البلوى، وقد ضرب أبو حنيفة على رأسه في السجن حتى يدخل في الحكم فصبر على الذل والضرب في الحبس طلبا لسلامة دينه.

وعن أبي عبد الله (٢) بن أبي حفص الكبير البخاري: إن الفتنة لما ظهرت بخراسان دعا ابن هبيرة العلماء كابن أبي ليلى وأبي شبرمة وداود بن هند وولى كل واحد منهم شيئا من عمله، وعرض على ابي حنيفة أن يكون الخاتم في يده لا ينفذ كتاب إلا من تحت يده فأبى فحلف الأمير أنه إن لم يله يضربه في كل جمعة سبعة أسواط‍، فقال الفقهاء إننا إخوانك نناشدك على أن لا تهلك نفسك وكلنا نكره عمله ولكن لم نجد بدا منه، فقال الإمام: لو أراد مني أن أعد له أبواب مسجد واسط‍ لم أعد له، فكيف وهو يريد مني أن يكتب في دم رجل وأختم له؟، والله لا أدخل في ذلك، فقال ابن أبي ليلى: دعوه فإنه مصيب؛ فحبسه الشرطي جمعتين وضربه أربعة عشر سوطا. ثم اجتمع مع الأمير فقال: ألا ناصح لهذا أن يستمهلني، فاستمهله وقال: أشاور إخواني، فخلاه؛ فهرب إلى مكة في سنة مئة وثلاثين إلى أن صارت الخلافة للعباسية أقام بها فقدم الكوفة في زمن المنصور، فعظمه وأمر بجائزة عشرة آلاف درهم، وجارية فلم يقبلها.

وروى أنه كان يتمثل كثيرا شعر (٣):


(١) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ٢٧.
(٢) ستأتي ترجمته برقم ٤٧٠. وينظر: الخبر في الكردري، المناقب:٢/ ٢٧؛ الصالحي، عقود الجمان: ص ٣١٢،٣١١.
(٣) الأبيات في: الكردري، المناقب:٢٨،٢/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>