للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عجبا لقبر فيه بحر زاخر … عجبا لبحر لف في أكفانه

وذكر (١) الإمام الإسفراييني عن الربيع بن يونس قال: سمعت المنصور يخاطب الإمام على القضاء ويقول [له الإمام] (٢) اتق الله تعالى، ولا تدع في أمانتك إلا من يخاف الله تعالى، ما أنا بمأمون الرضاء فكيف أكون مأمون الغضب، ولو اتجه الحكم عليك ثم تهددني على أن تغرقني في الفرات أو أزيل الحكم لاخترت الغرق، حاشيتك محتاجون إلى من يكرمهم لك، فقال له: كذبت أنك تصلح، قال: قد حكمت لي على نفسك كيف يحل لك أن تولي القضاء من يكون كاذبا؟!

وما ذكرنا من أفعال المنصور بالإمام، فعل يزيد بن هبيرة والي الكوفة بالإمام أيضا في زمان المروانية، كما رواه العسكري (٣) وغيره عن يحيى بن أكثم عن أبي داود قال: أراد ابن هبيرة أن يولي الإمام القضاء الكوفة، فأبى فحلف ابن هبيرة إن لم يقبل يضربه بالسياط‍ على رأسه ويحبسه، فحلف الإمام على أنه لا يلي منه، فقيل له: إنه حلف على أن يضربك، قال: ضربه في الدنيا أهون من معالجة مقامع الحديد في العقبى، والله لا أفعل ولو قتلني، فقيل: إنه حلف أن لا يخليك وأنه يريد بناء قصر فتول له، عدد اللبن، فقال: لو سألني أن أعدله أبواب المسجد ما فعلت؛ فذكر للأمير، فقال: قد بلغ من قدره أن يعارضني في اليمين، فدعاه فشافهه وحلف أن/١١ ب/لا يقبل فضرب على رأسه عشرين سوطا، فقال: اذكر مقامك بين يدي الله تعالى فإنه أذل من مقامي هذا ولا تهددني فإني أقول: لا إله إلا الله، والله يسألك عني حيث لا يقبل منك الجواب إلا بالحق فأومأ إلى الجلاد أن أمسك وبات في السجن، وأصبح وقد انتفخ وجهه ورأسه من الضرب وذكر أنه لما ضربه الأمير كان ابن أبي ليلى وابن شبرمة في المسجد فأخبرا بذلك فأظهر أبن أبي ليلى


(١) ينظر: الكردري، المناقب:٢٤،٢/ ٢٣.
(٢) ساقط‍ في الأصل. وهو زيادة من: الكردري، المناقب:٢/ ٢٣.
(٣) ينظر: الكردري، المناقب:٢٧،٢/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>