للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بهذا الكمال، وتمسكوا بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ} (١) ورد بأن المراد: إما مكة، وإما يوم العرض لا الدنيا؛ لأن الآية لا دلالة فيها على العود بعد الموت. وعن جعفر الأحمر (٢): سألته عن مسألة فأجاب فيها، فقلت: لا يزال هذا المصر بخير ما أبقاك الله تعالى بخير. فقال شعر:

خلت الديار فسدت غير مسوّد … ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

وعن ابن عيينة قال: مررت [بأبي حنيفة] (٣) وهو مع أصحابه في المسجد، وقد ارتفعت أصواتهم، فقلت: يا أبا حنيفة هذا المسجد والصوت لا يرفع فيه، قال:

دعهم فإنهم لا يفقهون إلا به. قلت: هذا محمول على أن رفع صوتهم لا يشوش على مصل أو طائف أو قارئ، فإن المتأخرين من أئمتنا صرحوا بأن رفع الصوت ولو بالذكر حرام في المسجد.

وعن الهيثم بن عدي قال (٤): عدنا مع الإمام وأبي بكر النهشلي (٥) رجلا من القراء كان مريضا في خارج الكوفة منزله بعيد، فقال بعضنا: إذا جلستم عرضوا بالغداء فلما جلسنا قرأبعضهم قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ .. }. (٦)

فقال المريض: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ .. }. (٧) قال الزرنجري: فأعطاهم [دراهم] (٨) دعوة لغدائهم.


(١) سورة القصص/الآية ٨٥.
(٢) البيت والخبر في: الكردري، المناقب:٢/ ٧٢.
(٣) ساقط‍ في الأصل. وهو زيادة من: الكردري، م. ن.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:٧٤،٢/ ٧٣.
(٥) هو: أبو بكر النهشلي الكوفي، من علماء الكوفة في أسمه أقوال، فلا يعرف إلا بكنيته، توفي سنة (٧٨٢ م). ينظر: ابن سعد، الطبقات:٦/ ٣٧٨؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:٧/ ٣٣٣.
(٦) سورة البقرة/الآية ١٥٥.
(٧) سورة التوبة/الآية ٩٠.
(٨) ساقط‍ في الأصل. وهو زيادة من: الكردري، المناقب:٢/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>