للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن أبي يوسف (١): أنه كرر على الحسن بن زياد المسألة (ست عشرة) مرة، ثم قال الحسن: لعلي لم أفهمها.

ومن لطائفه (٢): أنه وقعت بين الرشيد وبين امرأته منازعة، فقال الرشيد: الخبيص (٣) أحلى من الفالوذج (٤)، وعكست زبيدة، فدخل هو في هذا الحال، فسئل عن ذلك المقال، فقال: القضاء على الغائب لا يجوز، فأتي بطبق منهما، فجعل يأخذ من هذا لقمة ومن هذا لقمة، حتى كاد أن يأتي عليهما، فسأله الرشيد: أيهما أحلى؟ فقال:

أصلح الله الأمير كلما هممت أن أحكم لواحد/١٥ أ/أتى الآخر بشاهد فلما شبع قال:

الخبيص حلو، قال الرشيد: قويت حجج الخبيص، فقال: الخبيص حلو كما قلت، لكن لا بمنزلة الفالوذج.

وحكي عن ابن المبارك أنه قال (٥): خرجت حاجا فدخلت عليه، فشكى لي ضيق الحال، وقال: في جواري غني أريد أن أتوكل عنه في أموره، فقلت: اصبر على العلم فإنه لا يضيعك، فلما قمت من عنده تعلق ذيلي بكوز وسخ فانكسر فتغير لونه، فقلت: ما الذي أصابك؟! فقال: إن هذا الكوز للشرب والضوء لي ولوالدتي ليس لنا غيره؛ فأخرجت دينارين وأعطيتهما إياه، فلما رجعت من الحج رأيته قد جعل قاضيا للقضاة، وأجزي له كل شهر مئة دينار، وألف درهم، ودار ذلك الغنى جعل اصطبلا لدوابه. قيل (٦): كانت له عند الرشيد منزلة رفيعة بحيث يبلغ دار الخلافة راكبا بغلته فيرفع له الستر فيدخل كما هو راكبا، والرشيد يبدأه السلام.


(١) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٤١.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٤٢.
(٣) الخبيص: المعمول من التمر والسمن. ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:١/ ٨٣٨.
(٤) الفالوذج: حلواء. ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:١/ ٤٨٣.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٤٣.
(٦) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>