للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر الحلبي (١): عن الحسن (٢) بن زياد قال حججنا معه فاعتل في الطريق فجاءه ابن عينية في بئر ميمونة عائدا فقال لنا خذوا حديثه. فروى لنا أربعين حديثا من حفظه، فلما قام سفيان حدثنا بالأربعين لسنده ومتنه حفظا، فتعجبنا من سرعة حفظه مع علته وشغله بسفره. قلت: فكأنه كان من {رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ} (٣). قيل: وكان يصوم رجب وشعبان، وما ترك السلطان من خراج أرضه كان يتصدق به.

وعن (٤) أبي إسحاق الرازي أنه خرج يوما راكبا بغلته في ركابي ذهب، فقيل له: أتركب في ركابي ذهب؟ وقد نهي عنه! فقال أردت أن أرى الناس عن العلم أن أبن الخياط‍ بلغ من جلالة العلم إلى هذا القدر حتى يزدادوا حرصا [في العلم] (٥). قلت: هذا تعليل في معرض النص (٦) وهو غير مقبول على أن في هذا فتنة عظيمة للعامة.


(١) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٣٩.
(٢) ستأتي ترجمته برقم ١٨١.
(٣) سورة النور/الآية ٣٧.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٤١.
(٥) ساقط‍ في الأصل. وهو زيادة من: الكردري، م. ن.
(٦) وردت نصوص كثيرة تحرم استعمال الذهب للرجال منها:
-عن علي (عليه السلام) قال: رأيت رسول الله (ص) أخذ حريرا، فجعله في بمينه، وذهبا وجعله في شماله، ثم قال: «إن هذين حرام على ذكور أمتي» رواه ابو داود بإسناد حسن. ينظر: أبو داود، سنن أبي داود (٤٠٥٧)
-وعن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم» رواه الترمذي: حديث حسن صحيح. ينظر: الترمذي، سنن الترمذي: (١٧٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>