للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويعارضه قوله (عليه السلام): «أفرضكم زيد بن ثابت» (١) والجمع أن زيد أعلم في هذا الفن بخصوصه من بين الأحكام، وعلي جامع لقضاء أحكام الإسلام، والله اعلم بحقيقة المرام وعن إبراهيم (٢) بن رستم قال (٣): مرض مرضه الذي أصابه فيه البرسام، فلما برأ قيل له: أنكرت حفظك، قال: أما القرآن فنعم، وأما العلم فكأني أنظر فيه كما أنظر إلى طرق الكوفة. انتهى. ولا يخفى ما فيه، فإن اللائق به أن يكون الأمر بالعكس، وأين هذا من تلاوة الإمام الأعظم كل يوم ختمة وكل ليلة ختمة، وقد يزيد على ذلك.

وعن خزيمة بن محكمة قال (٤): كنت أجالس زفر طرفي النهار وأسأله عن المسائل، فإذا كررت عليه المسألة مرتين وطلبت منه الدليل قال: ما هذا الإبرام؟، وكان لا يدخل في مسائل الحساب والوصايا والدور، ومسائل الحيض، وكنت أجالسه لعلمه وزهده، فلما طال ذلك جالست أبا يوسف، وكان جامعا للكل، وكان يأتيني بأنواع الحجج؛ فلزمته حتى كتبت أماليه. انتهى. وهذا مما يدل على كمال زفر (٥)، فإنه كان مشتغلا بأمور أهم مما ذكر، ولذا قال الغزالي: ضيعت قطعة من العمر العزيز في تصنيف"البسيط‍ ""و"الوسيط‍ "و"الوجيز".


(١) ينظر: الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد بن محمد (٥٠٥ هـ‍ /١١١١ م) المنخول من تعليقات الأصول، تحقيق: د. محمد حسن هينو (ط‍ ٣، دار الفكر، بيروت،١٤١٩ هـ‍ /١٩٩٨ م) ص ٥٥٧؛ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد البجاوي (ط‍ ١، دار الجبل، بيروت،١٤١٢ هـ‍ /١٩٩٢ م) ٢/ ٥٩٤؛ وفتح الباري:١٢/ ٢٠ الجميع يذكرون «أفرضكم زيد»، ولم يذكر «ابن ثابت».
(٢) ستأتي ترجمته برقم ١١.
(٣) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٣٨.
(٤) ينظر: م. ن ٢/ ١٣٩.
(٥) وعلى جامعية الإمام أبي يوسف وأفضليته كما لا يخفى على العاقل الفطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>