للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال له السلطان ملك (١) شاه، في جامع نيسابور: لم لا تأتي إلي؟ فقال:

أردت أن تكون من خير الملوك، حيث تزور العلماء، ولا أكون من شر العلماء، حيث أزور الملوك. وكان الصندلي يستعمل السنة في ملابسه ويسعى ماشيا إلى الجمعة، ويسلم على كل من اجتاز به.

وكان بينه، وبين أبي محمد الجويني (٢) إمام الشافعية، وابنه أبي المعالي بعده مخالفة في الأصول والفروع. ولكل واحد منهما طائفة فتناظرا فيما إذا قال لعبده وهو أكبر منه سنا أنت ابني واستدل أبو محمد الجويني، وقال لا يثبت النسب، فلا يثبت العتق، فاعترض عليه الصندلي، وقال: يبطل هذا الكلام بمشهور النسب؛ فأنه يعتق عليه، ولا يلحقه نسبه، فقال الجويني: لا أسلم فإنه يلحقه النسب أيضا فقال الصندلي: فأبو المعالي [أشار إلى ابنه ابني فضحك من حضر، وتولد


=الذهب:٣/ ٢٩٦)؛ وينظر تفصيل سيرة طغرلبك في (سير أعلام النبلاء):١٧٨/ ١٠٨ - ١١١.
(١) ملك شاه أو ملكشاه هو أبو الفتح ملكشاه من الب أرسلان محمد بن داود بن ميكائيل بن سلجوق الملق جلال الدولة ولي الأمر بعد وفاة أبيه بوصية منه، وكان وزيره نظام الملك، ولما استقرت قواعد السلطنة له بعد القضاء على الفتن سار سياسة معتدلة حتى لقب بالملك العادل، ودانت له أطراف الدنيا، وتزوج الخليفة المقتدي بأمر الله ابنته، وكان السفير في ذلك الشيخ أبا إسحاق الشيرازي، وكان ملكشاه هو الذي يحكم وليس للخليفة إلا الاسم، توفي سنة (٤٨٥ هـ‍ /١٠٩٢ م).
ينظر: الأصفهاني، عماد الدين محمد بن محمد بن حامد (ت ٥٩٧ هـ‍ /١٢٠٠ م) تاريخ دولة آل سلجوق، اختصار: الشيخ الإمام الفتح بن علي بن محمد البغدادي (ت ٦٤٣ هـ‍ /١٢٤٥ م)، ط‍ ٢، دار الآفاق الجديدة، بيروت،١٩٧٨ م:٥٠ - ٨٠؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٩/ ٥٤.
(٢) أبو محمد الجويني، هو عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجويني المتوفي سنة (٤٣٨ هـ‍ / ١٠٢٦ م).
ينظر: السبكي، طبقات الشافعية الكبرى:٥ م ٧٣ - ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>