للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبلغ أنهم شنعوا على أبي حنيفة، بأنه قال ولو رماه بأبو قبيس ما اقدته به.

وأن أحد أصحابه احتج على ذلك بحجة العرب، ذهب عن حفظي (١) كذا ذكره القرشي في طبقاته.

والحجة: أن الكنية تبقى على ما اشتهر به، ومنه قراءة بعضهم شاذة {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ} (٢).

ووجد بخط‍ علي (كرم الله وجهه): كتبه علي بن أبو طالب والله اعلم بحقيقة المطالب ومزية المراتب.

وقد صنف أبو المعالي رسالة في الطعن على مذهب أبي حنيفة، وسماها (مغيث الخلق في اتباع الحق) أورد فيها كلمات غريبة، واعتراضات عجيبة، ودفعتها بأشارات لطيفة وعبارات طريفة في رسالة سميتها (تشييع فقهاء الحنفية في تشنيع سفهاء الشافعية).

وقد درس الصندلي يوما: أن التحريم بالرضاع عن أبي حنيفة قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «الرضاعة من المجاعة» (٣) يعني ما سد الجوعة، فقالوا:


(١) الاحتجاج لهذه الغة، ولأبي حنيفة، عن (شرح الشواهد للعيني، ينظر مع (حاشية الصبان على الاشموني:٧١،١/ ٧٠.
وينظر: الاحتجاج لأبي حنيفة في: ياقوت الحموي، معجم البلدان:١/ ١٠٢ و ١٠٣؛ القفطي، إنباه الرواة:١٣٣،٤/ ١٣٢؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان:٥/ ٤١٣. كما أن كتب النحو احتجت لذلك واستشهدت ببيت أبي النجم العجلي: إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غاياتها.
ينظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد ت (٣٩٣ هـ‍ /١٠٢٠ م)، تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، ط‍ ٤، دار العلم، بيروت،١٤٠٧ هـ‍ /١٩٨٧ م:٦/ ٢٢٥٧.
(٢) سورة المسد: الآية ١، (بلفظ‍ أبو لهب).
(٣) أخرجه البخاري، في: با ب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض من كتاب الشهادات، وباب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم، من كتاب النكاح. صحيح البخارى:٧/ ١٢،٣/ ٢٢٣. وأخرجه مسلم، في باب إنما الرضاعة من المجاعة، من كتاب الرضاع. صحيح مسلم:-

<<  <  ج: ص:  >  >>