العالم الإسلامي شرقا وغربا، لذلك نلاحظ أن المادة العلمية الموجودة في كل ترجمة تختلف عن الأخرى حسب طبيعة المترجم ومكانته العلمية، وبما توافر للشيخ علي القاري من مصادر كافية للنقل منها، لذلك نرى بعض التراجم بالغة الطول إذا ما قيست بغيرها من التراجم القصيرة الأخرى التي لا تتضمن سوى معلومات يسيرة عن المترجم قد لا تتعدى اسمه، وذكر مؤلف له أو أكثر. على أن السمة العامة لتراجم هذا الكتاب هي الإيجاز قياسا بكتب تراجم الرجال الأخرى، ولعل الشيخ علي القاري قصد من ذلك العناية الخاصة بتراجم أعيان المذهب الحنفي وتعريف القراء بهم، من غير تفصيل كبير في الأمور ذات العلاقة بالترجمة.
ومن هنا نستطيع أن نميز المنهج الذي انتهجه المؤلف في كتابة التراجم بالعناصر الآتية:
١ - اسم المترجم، نسبه، ولقبه، وكنيته.
٢ - دراسة المترجم على الشيوخ، ورحلاته العلمية، وذكر مسموعاته، ورواياته.
وقد تتوافر هذه العناصر جميعا في الترجمة-ولا سيما في تراجم المبرزين من أعيان المذهب الحنفي-وقد لا يتوافر الا القليل منها، وقد تتقدم هذه العناصر بعضها على بعض من ترجمة إلى أخرى حسب طبيعة المترجم، ورغبة المؤلف الشيخ علي القاري في ذلك. الا أن ما ذكرناه من عناصر هو الطابع التنظيمي العام لمنهجه في عرض محتويات الترجمة.