للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتعميم (١)، وشرحها شرحا شاملا، كافيا، كاملا، وافيا، وله عدة قصائد، كثير الفوائد.

ومدح سيد الأنبياء، ومدحه عدة من الشعراء.

ومن مآثره الزينية، المدرسة المبنية التي أنشأها بزبيد المرضية، فإنه لما عزم على بناءها اشترى أرضا، وأحدث بالأرض المذكورة بئرا للماء، ثم استعمل من تراب الأرض المذكور آجرا للبناء، ونقل الطين من ترابها إلى المدرسة المذكورة؛ احترازا منه أن يدخل في عمارته شيء من ملك الغير؛ مع أنه كان وزيرا، وأميرا كبيرا، وهذا لا يتنبه له أحد؛ فأن أكثر آجر البلاد، وطينها لا يجوز الانتفاع به؛ لكونه غصبا-إما وقفا، أو ملكا للغير.

ورتب في المدرسة المذكورة إماما، ومؤذنا، وقيما، ومدرسا، وطلبة على مذهب الإمام أبي حنيفة، ومدرسا وطلبة على مذهب الإمام الشافعي، وأوقف على الجميع وقفا جيدا يقوم بكفايتهم، وكانت عمارته تلك السنة سنة خمس وتسعين وسبع مئة.

والله أعلم.


(١) التعميم: أو التعمية، يقال، عمي عليه الأمر: التبس، والتعمية أن تعمي على الإنسان شيئا فتلبسه عليه تلبيسا، والتعمية: الإخفاء والتعمية: أن تأتي المتكلم بعدة ألفاظ‍ مشتركة مكن غير ذكر الموصوف، ويأتي بعبارات يدل ظاهره على غيره وباطنها عليه كقول أبي العلاء في إبرة:
سعت ذات سم في قميص فغادرت … به أثرا والله شاف من السم
كست قيصرا ثوب الجمال وتبعا … وكسرى وعادت وهي عارية الجسم
ينظر: د. أحمد مطلوب: معجم المصطلحات البلاغية: ص ٣٠١ - ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>