للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّت قمنا إلى جرد مسوّمة ... أعرافهنّ لأيدينا مناديل

وقال آخر (١):

ماوىّ بل ربّتما غارة ... شعواء كاللّذعة بالميسم

فقد نقض لحاقها للحرف الأصل الذى بنيتم عليه، فما الذى يبعد أن يكون «نعم وبئس» اسمين، لحقتهما هذه التاء كما لحقت ربّ وثمّ، وكان اتّصالها بالاسم شاذّا، كاتصالها بالحرف، هذا على أن «نعم وبئس» ليست التاء لازمة لهما بوقوع المؤنّث بعدهما، كما تلزم الأفعال الماضية، ألا ترى أن قولك: قام المرأة وجلس الجارية، ممتنع فى سعة الكلام، وقبيح استعماله فى الشّعر مع الفصل، كقوله:

*لقد ولد الأخيطل أمّ سوء* (٢)

وكقول الآخر:

إنّ امرأ غرّه منكنّ واحدة ... بعدى وبعدك فى الدّنيا لمغرور (٣)

وقولنا: نعم المرأة، وبئس الجارية، حسن يقوله أكثر العرب، وهذا دليل على انتقالهما عن الفعلية، بدخولهما فى باب المدح والذمّ، وإنما ألحقهما التاء من/ قال: نعمت الجارية، وبئست الخصلة، مراعاة لأصلهما.

ثم نستدلّ بعد ما قدّمناه على أنهما اسمان بثلاثة أشياء، أحدها: ما جاء عن العرب من قولهم: نعيم الرجل زيد، وليس فى أمثلة الأفعال فعيل، ألبتّة.


(١) ضمرة بن ضمرة النهشلى-جاهلى. النوادر ص ٢٥٣، والصاهل والشاحج ص ٤٢١، والإنصاف ص ١٠٥، وشرح المفصل ٨/ ٣١، والخزانة ٩/ ٣٨٤، وانظر حواشيها وفهارسها.
(٢) فرغت منه فى المجلس الحادى والخمسين.
(٣) الخصائص ٢/ ٤١٤، والإنصاف ص ١٧٤، وشرح الألفية لابن الناظم ص ٨٦، وشذور الذهب ص ١٧٤، وانظر معجم الشواهد ص ١٦٥