للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سمّاها الله سقفا فى قوله: {وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً} (١).

وقوله: «والسّيوف صواعق» أى (٢) مثل صواعق.

وقوله: «والقسيّ حواصب» أى مثل حواصب، ومعنى حواصب: أيد ترمى بالحصباء، والحصباء: الحصى، والقسىّ: من الأسماء المقلوبة، وكان القياس أن يجمع القوس على: القياس، حملا على نظائرها، كقولهم فى جمع ثوب وحوض وسوط: ثياب وحياض وسياط، ولكنهم جمعوها على فعول، كقولهم فى جمع خيط: خيوط، فاستثقلوا أن يقولوا: قووس (٣)، فقلبوه بتقديم لامه على عينه، فصار إلى قسوو، بوزن فلوع، فاستثقلوا اجتماع ضمّتين وواوين، فأبدلوا من ضمّة السّين كسرة، فانقلبت الواو الأولى ياء، فصار إلى قسيو، فاجتمعت الياء والواو، والأولى منهما سابقة بالسكون، فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء، كما فعلوا ذلك فى ميّت، إذ أصله ميوت، فصار بعد الإدغام إلى قسيّ، فكسروا القاف إتباعا لكسرة السين، كما قالوا فى شعير: شعير، وفى نعم الرجل: نعم (٤)، وفى شهد، شهد، إلا أن الكسر فى قاف قسيّ لازم، فوزن قسيّ: فليع.

لقوا نبلها مرد العوارض وانثنوا ... لأوجههم منها لحى وشوارب

المرد: جمع الأمرد، وهو الذى لم يبد في وجهه الشّعر، من قولهم: شجرة مرداء، وهى التى انتثر ورقها.

والعارضان: عارضا اللّحية، قال بعض أهل اللغة: لا يكادون يقولون للأمرد: امسح عارضيك. أراد أنّ المكان الذى ينبت عليه الشّعر من الوجه إنما يقال له عارض، إذا نبت عليه الشّعر.


(١) سورة الأنبياء ٣٢.
(٢) أى على حذف أداة التشبيه، وراجع المجلس الرابع والعشرين.
(٣) الكتاب ٤/ ٣٨٠، والمنصف ٢/ ١٠٢، والصحاح (قوس).
(٤) راجع المجلس الموفى السّتّين.