للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقالوا فى جمع اللّحية: لحى، بالكسر على القياس، ولحى بالضم على الشذوذ، كما شذّ في/جمع قرية: قرى (١).

والشارب: الشّعر النابت على الشّفة العليا، وإنما سمّوه شاربا لأنه أوّل ما يرد الماء إذا شرب الشارب.

والهاء فى «منها» تعود على «النّبل» لأن النّبل يؤنّث كما يذكّر، من حيث كان جمعا بينه وبين واحده تاء التأنيث (٢)، كالنّخل، فيجوز: النّبل كسرته، ويجوز: كسرتها، كما جاء: {أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} (٣) و {أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ} (٤).

وقوله: «لأوجههم منها لحى» فى موضع الحال، وحذف واو الحال اكتفاء بالضمير، كما جاء:

نصف النّهار الماء غامره ... ورفيقه بالغيب ما يدرى (٥)


(١) إنما كان هذا الجمع شاذا؛ لأن ما كان على فعلة بفتح الفاء من المعتلّ فجمعه ممدود، مثل ركوة، وركاء وظبية وظباء. ويقال: قرية-بكسر القاف-لغة يمانية، ولعلها جمعت على ذلك، مثل ذروة وذرى ولحية ولحى. قاله الجوهرىّ فى الصحاح (قرا)، وانظر أيضا اللسان، والكتاب ٣/ ٥٩٣، والأصول ٢/ ٤٣٩، والتكملة ص ١٥٦، والممتع ص ٥٠٠.
(٢) وقد اصطلحوا على تسميته: اسم جمع.
(٣) سورة القمر ٢٠.
(٤) سورة الحاقة ٧، وتكرر استشهاد ابن الشجرى بهاتين الآيتين كثيرا.
(٥) قائله المسيّب بن علس، خال الأعشى. وهو فى إصلاح المنطق ص ٢٤١، وأدب الكاتب ص ٣٥٩، وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص ٢٨٥ وسرّ صناعة الإعراب ص ٦٤٢. ودلائل الإعجاز ص ٢٠٣، وشرح المفصل ٢/ ٦٥، وشرح الكافية الشافية ص ٧٦٠، والصحاح (نصف) وغير ذلك مما تراه فى حواشى الخزانة ٣/ ٢٣٣. وأعاده ابن الشجرى فى المجلس الحادى والسبعين. والشاعر يصف غائصا غاص فى الماء من أول النهار إلى انتصافه، ورفيقه على شاطئ الماء ينتظره ولا يدرى ما كان منه. و «النهار» يضبط بالرفع والنصب. فالرفع على أنه فاعل «نصف» ونصف هنا بمعنى انتصف، يقال: نصف الشىء: أى انتصف-.