للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولك: أبوه وأخوه: فاعلان، رفعهما هذان المفعولان، مفعولا ظننت وحسبت. وبالله التوفيق والتسديد.

... قال أبو بكر بن مجاهد: قرأ عاصم فى رواية أبى بكر: «نجى المؤمنين» (١) بنون واحدة مشدّدة الجيم، على ما لم يسمّ فاعله، والياء ساكنة، قال: وروى عبيد عن أبى عمرو، وعبيد عن هارون عن أبى عمرو، كذلك (٢)، وهو وهم، لا يجوز هاهنا الإدغام؛ لأن النون (٣) لا تدغم فى الجيم، وإنما خفيت لأنها ساكنة تخرج من الخياشيم، فحذفت فى الكتابة، وهى فى اللفظ ثابتة، ومن قال: مدغم، فهو غلط.

قال أبو عليّ: القول في ذلك أنّ عاصما ينبغى أن يكون قرأ {نُنَجِّي} بنونين، وأخفى الثانية، لأن النون تخفى مع حروف الفم، ولا تبيّن، فالتبس على السامع الإخفاء بالإدغام (٤)، من حيث كان كلّ واحد من الإخفاء والإدغام غير مبيّن، ويبيّن ذلك إسكانه الياء من نجّى؛ لأن الفعل إذا كان مبنيّا للمفعول به وكان ماضيا لم يسكّن آخره، وإسكان آخر الماضى إنما يكون فى قول من قال فى


(١) سورة الأنبياء ٨٨، وانظر السبعة ص ٤٣٠، والكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١١٣، ومشكل إعراب القرآن ٢/ ٨٧، وتأويل مشكل القرآن ص ٥٤،٥٥، والبغداديات ص ٣٦٩، والخصائص ١/ ٣٩٨، والبحر ٦/ ٣٣٥، وإبراز المعانى ص ٥٩٩ - ٦٠١. وانظر أيضا معانى القرآن للفراء ٢/ ٢١٠، وللزجاج ٣/ ٤٠٣، وإعراب القرآن للنحاس ٢/ ٣٨٠، ٣٨١، والمحتسب ٢/ ١١١،١٢١، فى أثناء سورة النور، وسورة الفرقان، ولم يذكره فى سورة الأنبياء. قلت: ولم أجد من نسب هذه القراءة إلى أبى عمرو إلاّ ابن مجاهد، وسائر كتب القراءات تضع مكانه «ابن عامر».
(٢) فى الأصل «هكذا»، وأثبتّ ما فى د، ومثله فى السبعة [الطبعة الأولى، وسقطت فى الطبعة الثانية] وفيه زيادة: «قالا مدغمة».
(٣) الذى فى السبعة: لأن النون الأولى متحركة والثانية ساكنة، والنون لا تدغم. . .
(٤) شرح المفصل ٧/ ٧٥، وأوضح المسالك ٤/ ٤١٠، والإفصاح ص ٩٤،٩٥.