للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حذف فى نحو: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} (١) ونحو {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} (٢) والمراد أهل القرية، وحبّ العجل، فصار: بما تؤمر به، فحذفت الباء، كحذفها فى قول عمرو بن معديكرب:

أمرتك الخير فاصنع ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب (٣)

فصار: بما تؤمره، فحذفت الهاء من الصّلة، كما حذفت فى {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ} (٤) وفى {فَخُذْ ما آتَيْتُكَ} (٥) وهذا تقرير أبى الفتح عثمان.

قيل فى معنى {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ} اجهر بالقرآن، يقال: صدع بالشىء، إذا أظهره، أخذ ذلك من الصّديع، وهو الصّبح، قال الشاعر (٦):

كأنّ بياض غرّته صديع

مذهب سيبويه أنّ «ما» المصدريّة لا تحتاج إلى عائد، وكان أبو الحسن الأخفش يخالفه فى ذلك، ويضمر لها عائدا، فهى على قوله اسم، وعلى قول سيبويه حرف (٧).

وممّا يبطل قول الأخفش أننا نقول: عجبت ممّا ضحكت، وممّا نام زيد، فنجد ضحك ونام، خاليين من ضمير عائد على «ما» ظاهر ومقدّر، ونجد أبدا


(١) سورة يوسف ٨٢.
(٢) سورة البقرة ٩٣.
(٣) فرغت منه فى المجلس الثالث والأربعين.
(٤) سورة الفرقان ٤١.
(٥) سورة الأعراف ١٤٤.
(٦) عمرو بن معد يكرب. والبيت فى ديوانه ص ١٣٣: به السّرحان مفترشا يديه كأنّ بياض لبّته الصّديع والسّرحان، بكسر السين: الذئب. وافترش الأسد والذئب ذراعيه: ربض عليهما ومدّهما. واللّبّة، بفتح اللام: موضع القلادة من الصدر. وانظر حواشى صفحة ١٣٥ من الديوان.
(٧) راجع الكتاب ٣/ ١١،١٥٦، والمغنى ص ٣٠٥، ودراسات لأسلوب القرآن ٣/ ٢٢.