للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ} (١) أي إلى الإيمان، وجاءتا متواليتين فى قوله: {قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} (٢).

واستعملوها مكان «على» فى قولهم: سقط لوجهه، أى على وجهه، ومثله.

فخرّ صريعا لليدين وللفم (٣)

ومثله فى التنزيل {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (٤) أى على الجبين.

و {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً} (٥).

واستعملوها فى مكان «بعد» قال متمّم بن نويرة (٦).

فلمّا تفرّقنا كأنّى ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

أى بعد طول اجتماع، ومثله فى التنزيل {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (٧)


(١) سورة آل عمران ١٩٣.
(٢) سورة يونس ٣٥.
(٣) هذا المصراع يأتى فى شعر لجابر بن حنىّ التغلبىّ، وقبله: تناوله بالرّمح ثم اتّنى له واتّنى: أصلها: انثنى، فأدغم النون فى الثاء ثم أبدلها تاء. شرح المفضليات ص ٤٤١، ومتن المفضليات ص ٢١٢، وانظر تعليق المحققين على هذا الإدغام. ويأتى المصراع أيضا فى شعر المكعبر الأسدى، وهو قوله: تناولت بالرمح الطويل ثيابه ونسب إلى غيره. راجع تأويل مشكل القرآن ص ٥٦٩، وأدب الكاتب ص ٥١١، وشرحه للجواليقى ص ٣٥٩، والاقتضاب ص ٤٣٩، والأزهية ص ٢٩٩، ونسبه للأشعث الكندى، والجنى الدانى ص ١٠١، والمغنى ص ٢١٢، وشرح أبياته ٤/ ٢٨٦.
(٤) سورة الصافات ١٠٣.
(٥) سورة الإسراء ١٠٧.
(٦) ديوانه ص ١١٢، المنشور باسم (مالك ومتمم ابنا نويرة)، وتخريجه فى ص ١٢٢، والأزهية ص ٢٩٩، والمغنى ص ٢١٣، وشرح أبياته ٤/ ٢٩١، ومجمع الأمثال ٢/ ١٣٩. وقد ذهب صاحب الأزهية إلى أن اللام فى بيت متمم بمعنى «مع» وأشار إلى ذلك ابن هشام.
(٧) سورة الإسراء ٧٨.