للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقول: «لقيت زيدا مصعدا منحدرا (١)، فتجعل «مصعدا» حالا من زيد، لأنه ملاصق له، و «منحدرا» حالا من ضميرك؛ ليكون في الكلام فصل واحد، وهو فصلك بزيد وحاله بين التاء وحالها، ولو جعلت «مصعدا» حالا من التاء، و «منحدرا» حالا من زيد، كان فى الكلام فصلان: فصلك بزيد بين التاء وحالها، وهو «مصعدا» وفصلك بمصعدا بين زيد وحاله، التى هى «منحدرا».

... وتقول: أحسن ما يكون زيد قائما «ما» هذه هى المصدريّة، فقولك:

«ما يكون» بمعنى الكون، و «كان» هى التامّة، ولمّا أضفت «أحسن» إلى المصدر صار مصدرا، وقد ذكرت فيما تقدّم (٢) أن «أفعل» هذا لا يضاف إلاّ إلى ما هو بعض له، وخبر هذا المبتدأ محذوف، و «قائما» نصب على الحال، وسدّت الحال مسدّ الخبر، وجاز ذلك؛ لأنها بعض الخبر وأنت قد تحذف الخبر بأسره، فحذف بعضه أسهل، والتقدير: أحسن ما يكون زيد إذا كان قائما، والعامل فى الظرف اسم فاعل محذوف، تقديره ثابت إذا كان قائما، وقد ذكرت أنّ «كان» المقدّرة هى التامّة، فالمعنى: إذا وجد قائما، ولو كانت الناقصة، لسمع فى هذا المنصوب التعريف، فهذا يبطل قول من قال (٣) إنّ خبر «كان» والمفعول الثانى من باب «ظننت» ينتصب على الحال، ألا ترى أنك/تقول: ظننته إيّاك، وتقول:

رأيت رجلا يعدو، فتقول: كنته.

...


(١) انظر هذه المسألة فى المقتضب ٤/ ١٦٩، وما فى حواشيه، والأصول ١/ ٢١٨، وارتشاف الضرب ٢/ ٣٥٩.
(٢) راجع المجلسين الحادى عشر، والسابع والثلاثين.
(٣) هم الكوفيون. الإنصاف ص ٨٢١، والتبيين ص ٢٩٥، وائتلاف النصرة ص ١٢١.