للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأوردها العراك ولم يذدها ... ولم يشفق على نغص الدّخال (١)

أراد: أوردها يعارك بعضها بعضا عند ورودها؛ لتزاحمها على الماء.

وقوله:

ولم يشفق على نغص الدّخال

أصل الدّخال: أن يدخل بعير قد شرب بين بعيرين لم يشربا، يفعل به ذلك لضعفه، كأنّ ضعفه منعه من الرّىّ فى الشّرب الأوّل، فينغّص عليهما شربهما بإدخاله بينهما.

وروى: على نغض الدّخال، والنّغض: كثرة الحركة، ومن هذا المعنى قول المتنبّى (٢).

فلا غيضت بحارك يا جموما ... على علل الغرائب والدّخال

غيضت: نقصت، يقال: غاض الماء وغضته. والجموم: من الجمّ، وقد تقدّم ذكره.

والعلل: الشّرب الثانى

والغرائب: الإبل الغريبة ترد على الحوض، وليست من إبل أهله، ضرب له هذا مثلا، فأراد: أنت كثير العطاء ومعاود له لمن هو مقيم عندك، ولمن يرد عليك غريبا قد ناله قبل ذلك برّك، فكان له كالشّرب/الأول، وهو النّهل، والبرّ الثانى كالعلل.

...


(١) ديوانه ص ٨٦، وتخريجه فى ص ٣٧٤، والمقتضب ٣/ ٢٣٧،٢٣٨، والمسائل المنثورة ص ١٥.
(٢) ديوانه ٣/ ٢٠.