للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحذف العائد إلى الموصوف، كما حذف فى قوله سبحانه: {وَاِتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} أى لا تجزى فيه».

وقد رأيت هذا الكلام كلّه-عدا الاستشهاد بالآية الكريمة-فى المحتسب لابن جنى.

٩ - فى حديث ابن الشجرى عن حذف النون، قال (١): «وإنما استمرّ هذا الحذف والإبدال فى النون، لما بينها وبين حروف العلة من المشابهة، لأنها إذا سكنت تضمنت غنّة، كما تتضمن حروف اللين مدّا».

وهذا من كلام ابن جنى فى المنصف، ولابن الشجرى فضل التمثيل والإيضاح بما ذكره بعد.

هذا ولابن الشجرى وقفات مع ابن جنى، نصره فى بعضها، وتعقّبه فى بعضها الآخر: فمن ذلك:

١ - ما ذكره فى إعراب «هنيئا»، قال (٢): وجعل أبو الفتح بن جنى هنيئا فى قول كثيّر:

هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت

حالا، وقعت بدلا من اللفظ بالفعل، وخالف أبا على فى تقدير ذلك الفعل، فزعم أن التقدير: ثبت هنيئا لعزّة ما استحلّت من أعراضنا، فحذف «ثبت» وأقام «هنيئا» مقامه، فرفع به الفاعل الذى هو «ما استحلّت»، وكذلك قال فى قول المتنبى:

*هنيئا لك العيد الذى أنت عيده*

قال: العيد مرفوع بفعله، والأصل: ثبت هنيئا لك العيد، فحذف الفعل وقامت الحال مقامه، فرفعت الحال العيد، كما كان الفعل يرفعه. وقول أبى الفتح فى


(١) المجلس الخامس والأربعون. والمنصف ٢/ ٢٢٨، وأيضا سرّ صناعة الإعراب ص ٤٣٨.
(٢) المجلس الخامس والعشرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>