للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأنك ربيع وغيث مريع ... وقدما هناك تكون الثّمالا

والمرملون: الذين لا زاد معهم. والمريع: الكثير النّبات، غيث مريع، ومكان مريع، وقد مرع المكان وأمرع.

وقوله: «وهبّت شمالا» أضمر الرّيح ولم يجر لها ذكر، فنصب شمالا على الحال، وقد أشبعت الكلام فى هذا النّحو.

و «هناك» فى هذا البيت ظرف زمان، وإنما وضع ليشار به إلى المكان، واتّسع فيه، ومثله فى التنزيل: {هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلّهِ الْحَقِّ} (١) و {هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ} (٢).

والثّمال: الغياث.

وممّا جاءت فيه «أن» معملة على هذا الوجه من أشعار المحدثين قول المتنبّى (٣):

وأنك بالأمس كنت محتلما ... شيخ معدّ وأنت أمردها

فى قوله: «محتلما» كلام رأيت إيراده لما فيه من الفائدة، وذلك أنّ «محتلما» حال، وخبر «كان» قوله: «شيخ معدّ»، والعامل فى الحال «كان»، ومن منع من إعمال «كان» فى الأحوال فغير مأخوذ بقوله؛ لأنّ الحال فضلة فى الخبر منكورة، فرائحة الفعل تعمل فيها، فما ظنّك بكان، وهى فعل


= ولا شاهد فيه والبيت برواية النحويين فى معانى القرآن، الموضع السابق، والخزانة ٤/ ٣٨٢ والتخريج فى حواشيها وحواشى الحماسة الشجرية.
(١) سورة الكهف ٤٤.
(٢) سورة آل عمران ٣٨.
(٣) ديوانه ١/ ٣١٠.