للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول الأعشى:

فى فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (١)

وإذا وليها الفعل لم يجمعوا عليها مع النّقص الذى دخلها بحذف إحدى نونيها وحذف اسمها، أن يليها مالا يجوز أن يليها وهى مثقّلة، فكان الأحسن عندهم الفصل بينها وبينه بأحد أربعة أحرف: السّين وسوف ولا وقد، تقول: علمت أن ستقوم، وأن سوف تقوم، وأن لا تقوم، وأن قد تقوم، وفى التنزيل: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى} (٢)، وفيه: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} (٣)، وقال جرير:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع (٤)

وقال أميّة بن أبى الصّلت:

وقد علمنا لو أنّ العلم ينفعنا ... أن سوف يتبع أخرانا بأولانا (٥)

وربما وليها الفعل بغير فصل، كقوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاّ ما سَعى} (٦)، وإنّما حسن أن يليها «ليس» لضعف «ليس» فى الفعليّة، وذلك لعدم تصرّفها، وقد وليها الفعل المتصرّف فى الشّعر فى قوله:

إنّى زعيم يا نوي‍ ... قة إن سلمت من الرّزاح (٧)


(١) فرغت منه فى المجلس السادس والأربعين.
(٢) الآية الأخيرة من سورة المزمل.
(٣) سورة طه ٨٩.
(٤) فرغت منه فى المجلس الثالث والثلاثين.
(٥) وهذا سبق فى المجلس الخامس.
(٦) سورة النجم ٣٩.
(٧) أنشده الفراء عن القاسم بن معن. معانى القرآن ١/ ١٣٦، والخصائص ١/ ٣٨٩، والأزهية ص ٥٨، وضرائر الشعر ص ١٦٣، وشرح ابن الناظم ص ٦٩، وشرح المفصل ٧/ ٩، وشرح الشواهد الكبرى ٢/ ٢٩٧، وشرح الأشمونى ١/ ٢٩٢، والخزانة ٨/ ٤٢١، واللسان (زوح-طلح-صلف- أنن). و «نويقة» تصغير ناقة.