للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأضاف المصدر إلى المفعول، فصار المنفصل متّصلا. والمصدر كثيرا ما يحذف فاعله.

... أنشد بعض (١) أهل الأدب لأخى الحارث بن حلّزة:

ربّما قرّت عيون بشجى ... مرمض قد سخنت منه عيون

وقال: من هذا البيت أخذ المتنبّى قوله (٢):

مصائب قوم عند قوم فوائد

قلت: إن كان الجاهليّ أبا عذرة هذا المعنى، فلقد أحسن أبو الطيّب أخذه، حيث أتى به فى نصف بيت.

...


(١) لعله يريد أبا علىّ الحاتمى، فهو أقدم من ذكر ذلك. الرسالة الموضحة ص ١٣٥. وأخو الحارث ابن حلّزة هذا اسمه: عمرو. ترجم له الآمدى فى المؤتلف ص ١٢٤، والمرزبانى فى معجم الشعراء ص ٨. وبيته من أبيات حكيمة، يقول فيها: لم يكن إلاّ الذى كان يكون وخطوب الدهر بالناس فنون ربّما قرّت عيون بشجى مرمض قد سخنت منه عيون يلعب الناس على أقدارهم ورحى الأيام للناس طحون يأمن الأيّام مغترّ بها ما رأينا قطّ دهرا لا يخون والملمّات فما أعجبها للملمّات ظهور وبطون إنما الإنسان صفو وقذى وتوارى نفسه بيض وجون هوّن الأمر تعش فى راحة قلّما هوّنت إلاّ سيهون لا تكن محتقرا شأن امرئ ربّما كان من الشأن شئون
(٢) ديوانه ١/ ٢٧٦، وصدره: بذا قضت الأيام ما بين أهلها