للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول الأعرابىّ: «تامكة السّنام» أى عاليته. تمك السّنام: علا.

والخيم: السّجيّة، وهى الخليقة. والهاء فى «مثله» تعود على الوداع، أى فى مثل وقت الوداع.

... قد أثبتّ لك ما ظفرت به بالتتبّع، من حكم أبى الطيّب، ولم أثبت إلاّ ما رأيته فى مكاتبة، أو سمعته فى مفاوضة، فقد كفيتك مئونة تطلّبه، وبقى عليك تكلّف تحفّظه.

فمن فضائل هذا الشاعر من دون قائلى القريض (١)، أنك لا تجد واحدا من الناس إلاّ وهو يحفظ من شعره قصائد أو قصيدتين أو قصيدة، أو مقطوعة أو بيتا، أو صدر بيت، أو عجز بيت. فممّا أجمع الناس على حفظه، أو حفظ عجزه قوله:

بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد (٢)

ولقد سمعت من أدوان العوامّ مرارا غير محصاة أناسا ينشدون:

ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى ... عدوّا له ما من صداقته بدّ (٣)

وكذلك قوله:

والظّلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفّة فلعلّة لا يظلم (٤)


(١) فى الأصل: الشعر.
(٢) تقدّم قريبا.
(٣) ديوانه ١/ ٣٧٥.
(٤) تقدّم قريبا.