للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدل كفاف عن كافّة، أى ليت الحادثات كفّت عنا خيرها وشرّها، فلم تسد إلينا خيرا، ولم توقع بنا شرّا، فقام هذا بهذا.

وإذا كان العدل فى «كفاف» ممكنا وفى «حرام» متعسّفا وجب اطّراح المتعسّف، وأن تحمل هذه اللفظة على وجه يستقيم به فيها الكسر، وذلك أن يكون /ألحقها ياء النّسب للمبالغة (١)، من حيث كانت وصفا، كقولهم فى الأحمر: أحمرىّ، وفى الدّوّار: دوّارىّ، قال الراجز (٢):

والدّهر بالإنسان دوّارىّ

ثم خفّف الياء من «حرامىّ» ضرورة، كما خفّفها القائل (٣):

قتلت علباء وهند الجملى

فهذا أمثل ممّا رآه أبو حاتم، ويجب على هذا الوجه إثبات الياء فى الخطّ.

...


(١) هذا تأويل أبى على الفارسىّ، كما ذكر ابن هشام فى المغنى، الموضع السابق.
(٢) هو العجاج. ديوانه ص ٣١٠، والتبصرة ص ٤٧٣، ومعجم الشواهد ص ٥٦١.
(٣) هو عمرو بن يثربى. تاريخ الطبرى ٤/ ٥١٧، واللسان (جمل). وانظر شرح نهج البلاغة ١/ ٢٥٩، فى أحداث يوم الجمل.