للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلفها رفع على البدل من «كلا»، والتقدير: فغدت وخلفها وأمامها تحسب أنه يلى المخافة، وإن رفعته بتقدير: هو خلفها وأمامها فجائز.

وبعض النحويّين (١) أبدله من «مولى المخافة» وذلك فاسد من طريق المعنى؛ لأن البدل يقدّر إيقاعه فى مكان المبدل منه، وإن منع من ذلك موجب اللفظ فى بعض الأماكن، فلو قلت: كلا الفرجين تحسب أنه خلفها وأمامها، لم تحصل بذلك فائدة، لأن الفرجين هما خلفها وأمامها، فليس فى إيقاع الحسبان على ذلك فائدة.

... وقال العبّاس بن مرداس السّلمىّ، يخاطب كليب بن عييمة السّلمىّ:

أكليب مالك كلّ يوم ظالما ... والظّلم أنكد غبّه ملعون (٢)

أتريد قومك ما أراد بوائل ... يوم القليب سميّك المطعون

وأظنّ أنّك سوف ينفذ مثلها ... فى صفحتيك سنانى المسنون

قد كان قومك يحسبونك سيّدا ... وأخال أنّك سيّد مغيون

عييمة: منقول من محقّر العيمة، وهى شهوة اللّبن، أو محقّر العيمة، بكسر العين، وهى خيار المال، ومنه قولهم: اعتام الرجل: أى أخذ العيمة، قال طرفة (٣):

أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى ... عقيلة مال الفاحش المتشدّد

وقوله: «ما لك» ما استفهامية، وموضعها رفع بالابتداء، «ولك» الخبر، والخبر


(١) هو رأى أبى علىّ الفارسىّ. ذكره القيسىّ فى إيضاح شواهد الإيضاح ص ٢٣٤.
(٢) الأغانى ٥/ ٣٨،٦/ ٣٤٢،٣٤٣، والنقائض ص ٩٠٧، والوحشيات ص ٢٣٨، والحيوان ١/ ٣٢٢،٢/ ١٤٢، والمقتضب ١/ ١٠٢، والخصائص ١/ ٢٦١، والتبصرة ص ٨٨٩، وشرح شواهد الشافية ص ٣٨٧ - ٣٨٩، وغير ذلك كثير، تراه فى حواشى تلك الكتب. وأعاد ابن الشجرى إنشاد البيت الرابع فى المجلس الحادى والثلاثين.
(٣) ديوانه ص ٣٦، وتخريجه فى ص ٢١٣.