للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال فى قول زهير: «يا آل عكرم» إنه ترخيم عكرمة، على لغة من قال: يا حار بالضم، وكان حقّه أن يقول: يا آل عكرم، بالجر، ولكنه جعل عكرم قبيلة، فلم يصرف لاجتماع التعريف والتأنيث.

قال السّيرافىّ: وعكرمة هذا: عكرمة بن خصفة بن قيس (١) عيلان بن مضر، وهو أبو القبائل.

وقال أبو العباس فى قول ابن حبناء: «إنّ ابن حارث» كما قال فى «يا آل عكرم» وقال فى قول ابن أحمر:

أبو حنش يؤرّقنا وطلق ... وعمّار وآونة أثالا

إن أثالا ترخيم أثالة، على لغة من قال: يا حار، بالضم، وانتصابه بالعطف على الضمير المنصوب فى «يؤرّقنا».

وهؤلاء المسمّون فى البيت من عشيرة ابن أحمر، كانوا هلكوا قتلا أو موتا، فرثاهم، فقوله «أثالا» على مذهب سيبويه ممن كان قتل أو مات يومئذ، لأنه معطوف على الأسماء المرفوعة، وفتحة اللام هى فتحتها التى فى أثالة، وهو (٢) فى قول أبى العباس ممّن كان يومئذ حيّا، لأن التأريق واقع عليه، وفتحة اللام على مذهبه إعراب.

قال السّيرافىّ (٣): والذى عندى أنه وقع وهم فى أن الرجل أثالة، وإنما هو أثال، ولا نعلم فى أسماء العرب ولا فى أسماء المواضع أثالة، وقد عرف من كلامهم فى


(١) فى هـ‍: «بن عيلان» وتكلمت عليه فى المجلس السابق.
(٢) فى الأصل: «وهى». وقد بسط ابن الشجرى الكلام على هذه المسألة فى المجلس الخامس والخمسين.
(٣) قاله فى ضرورة الشعر ص ٨٦، وهو مستلّ من شرحه على الكتاب.