للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسماء الناس وغيرهم أثال، ووافق سيبويه فى أنه داخل فى جملة الهالكين يومئذ، وجعل انتصابه بإضمار فعل دلّ عليه «يؤرّقنا» فكأنه قال: ونتذكّر آونة أثالا، وآونة: جمع أوان.

ومن الاحتجاج لأبى العباس فى هذه المسألة أن من يقول: يا حار، يريد المحذوف، وإذا (١) أراد/المحذوف كان منادى مستوجبا إعراب النداء، وإذا استوجب إعراب النداء لم يصحّ أن يرخّم فى غير النداء، لاختلاف الإعراب والحكم فى البابين، باب النداء، وباب الخبر، وهذا لا يلزم سيبويه، لأن الترخيم فى اللغتين أصله فى باب النداء دون غيره، وإن اختلف الحكم فيهما، وإذا ثبت جوازه فى أحد الوجهين، والأصل فيهما واحد جاز فى الوجه الآخر.

ومما يدلّ على مذهب سيبويه، ولم يكن فيه ما تأوله أبو العباس فى بيت زهير، فزعم أنه أراد يا آل عكرم، بالجر والتنوين، قول الشاعر:

أبا عرو لا تبعد فكلّ ابن حرّة ... سيدعوه داعى موته فيجيب (٢)

ألا ترى أنه لا يمكن أبا العباس أن يقول: إن «عرو» قبيلة، كما قال ذلك فى عكرمة، ولا يمكنه أن يقول: أراد أبا عرو، بالجرّ والتنوين، فمنعه من ذلك أن عرو لا ينصرف للتأنيث (٣) فى التعريف، وكذلك قول حسّان:

أتانى عن أمىّ نثا حديث

شاهد لسيبويه على أبى العباس، لأنه أراد أميّة بن أبى الصّلت الثّقفىّ (٤)، ولم يرد


(١) فى هـ‍: فإذا.
(٢) معانى القرآن ١/ ١٨٧، والتبصرة ص ٣٧٣، والإنصاف ص ٣٤٨، وأسرار العربية ص ٢٣٩، والتبيين ص ٤٥٤، وضرائر الشعر ص ١٣٩، وشرح الشواهد الكبرى ٤/ ٢٨٧، وشرح التصريح على التوضيح ٢/ ١٨٤، والخزانة ٢/ ٣٣٦.
(٣) فى هـ‍: «للتأنيث والتعريف». وما فى الأصل مثله فى الخزانة، عن ابن الشجرى.
(٤) الذى فى الديوان أنه أراد أميّة بن خلف الجمحى.