للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأضافه القطامىّ إلى جملة الابتداء فى قوله (١):

الضّاربين عميرا عن بيوتهم ... بالتّلّ يوم عمير ظالم عادى

وسمّى السّيوف والرّماح والسّهام أنياب الحرب، لأنهم يقولون: عضّتهم الحرب، وحرب ضروس.

وقوله: «كاسر عينه هشام» أراد هشام بن عبد الملك، وكان أحول، وعبد العزيز وبشر: ابنا مروان بن الحكم.

وقوله: «أتيح لكم قسرا بأسيافنا النّصر» الإتاحة: التقدير، أتاح الله الشىء:

أى قدّره، والقسر: القهر، ومنه قيل للأسد: قسورة، لأن الواو فيه زائدة، والنّصر: الإعانة، والنّصر: الإتيان، نصرت أرض بنى فلان: أتيتها، والنّصر:

الإمطار، نصرت الأرض: إذا مطرت.

ومجىء الألف فى قول القائل: «وقد أسلماه مبعد وحميم» لغة الذين قالوا:

«أكلونى (٢) البراغيث»، تقول على هذه اللغة: قاما أخواك، وخرجوا إخوتك، وانطلقن إماؤك. فالألف والواو والنون علامات للتثنية والجمع، بمنزلة علامة التأنيث فى نحو: خرجت هند، وجاءت المرأة، وإنما لزمت علامة التأنيث الحقيقىّ فى لغة جميع العرب، ولم تلزم علامة التثنية والجمع، لأن التأنيث معنى لازم، والتثنية والجمع لا يلزمان، ألا ترى أن الاثنين يفترقان، وكذلك الجماعة، فممّا جاء على هذه اللغة قول الشاعر (٣):


(١) ديوانه ص ٨٨، والمقتضب ٤/ ١٤٥، ومعجم الشواهد ص ١٢١.
(٢) هذا الشاهد النثرىّ الذائع لم أجد من نسبه من النحاة، ثم وجدت أبا عبيدة ينسبه إلى أبى عمرو الهذلى، وهو من فصحاء الأعراب الذين سمع منهم أبو عبيدة، وأبو زيد. مجاز القرآن ١/ ١٠١،١٧٤، ٢/ ٣٤. وقد أشبعته تخريجا فى كتاب الشعر ص ٤٧٣.
(٣) هو عمرو بن ملقط. نوادر أبى زيد ص ٦٢، واشتقاق أسماء الله للزجاجى ص ٢٢٠، وشرح الجمل ١/ ١٦٧، والمغنى ص ٤١٠، وشرح أبياته ٢/ ٣٦٣،٦/ ١٥٤، وشرح الشواهد الكبرى ٢/ ٤٥٨، والتصريح على التوضيح ١/ ٢٧٥، والخزانة ٣/ ٦٣٣.