للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (١) فكثير والذين ظلموا، على هذا القول فاعلان (٢)، وتحتمل الواو فى «عموا وصمّوا» أن يكونا ضميرين، و «كثير» بدلا من الواو التى فى «عموا» والواو الأخرى عائدة على «كثير» فكأنه قيل: عمى كثير منهم وصمّوا، وإنما اخترت هذا ليتناول العمى والصّمم الكثير منهم لفظا ومعنى، ويحتمل (٣) [كثير] أن يكون خبر مبتدأ محذوف، تقديره: وهم كثير منهم، أى أصحاب [هذين الوصفين (٤)] كثير منهم، وتحتمل واو «وأسرّوا النّجوى» أن تكون ضميرا عائدا على الناس، و «الّذين ظلموا» بدلا منها، ويحتمل موضع «الّذين ظلموا» أن يكون جرّا على البدل من الهاء والميم اللّتين فى «قلوبهم» فكأنه قيل: لاهية قلوب الذين ظلموا، ويحتمل أن يكون موضعه رفعا على البدل من الواو التى فى «استمعوه» فكأنه قيل: استمعه الذين ظلموا وهم يلعبون، ويحتمل أن تكون خبر مبتدأ محذوف، أى هم الذين ظلموا، ويحتمل أن يكون موضعه نصبا/على البدل من الهاء والميم اللّتين فى «يأتيهم» فكأنه قيل: ما يأتى الذين ظلموا من ذكر من ربّهم محدث إلا استمعوه لاعبين، ويحتمل أن يكون منصوب الموضع على الذّم، بتقدير: أعنى الذين ظلموا [أو أذمّ الذين ظلموا (٥)] ويحتمل أن يكون موضعه رفعا بالقول المضمر الذى حكيت به الجملة الاستفهامية بعده، كأنه قيل: يقول الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم.

وقال (٦) السّيرافىّ فى شرح الكتاب فى قولهم: «أكلونى البراغيث» ثلاثة


(١) الآية الثالثة من سورة الأنبياء.
(٢) راجع معانى القرآن ١/ ٣١٦،٢/ ١٩٨، ومجاز القرآن ١/ ١٧٤،٢/ ٣٤، وتفسير القرطبى ٦/ ٢٤٨،١١/ ٢٦٩، والتبيان فى إعراب القرآن ص ٤٥٣،٩١١.
(٣) زيادة من هـ‍.
(٤) ساقط من هـ‍.
(٥) ساقط من هـ‍.
(٦) فى الأصل «ومثله» ثم وضع الناسخ فوقها علامة تشبه أن تكون تضبيبا. وقد أعاد ابن الشجرى كلام السّيرافىّ هذا فى المجلس الحادى والستين.