للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثل أكل الضّبّ أولاده (١)، ومن أمثالهم (٢): «أعقّ من ضبّ»، لأنه فيما يؤثر يأكل أولاده، وقال بعض أهل اللغة: قولهم: أعقّ من ضبّ، أصله: من ضبّة، وكثر ذلك فى كلامهم، فأسقطوا الهاء، قال: وعقوقها أنها تأكل أولادها، وذلك أنها إذا باضت حرست بيضها من الحيّة والورل (٣)، وغير ذلك مما يقدر عليه، فإذا نقبت أولادها وخرجت من البيض ظنّتها شيئا يريد بيضها فوثبت عليها فقتلتها وأكلتها، فلا ينجو منها/إلا الشّريد.

علّفة: منقول من واحد العلّف، وهو ثمر الطّلح (٤)، والوبيل فى قوله:

«وجدت مرارة الكلإ الوبيل» الوبيل: الوخيم، ويقال: وبل ووخم، بحذف الياء منهما، والوبيل أيضا: الضّرب الشّديد، والوبيل: الحزمة من الحطب، والوبيل:

خشبة القصّار التى يدقّ بها الثوب بعد غسله، والوبيل من الرّجال: الذى لا يصلح شيئا يتولاّه.

وكان عقيل بن علّفة غيورا، فكان يجيع بناته ويعرّيهن، فقيل له فى ذلك، فقال: أجيعهنّ فلا يبطرن، وأعرّيهنّ فلا يظهرن (٥)، وكان من غيرته [أنه (٦)] يسافر معه ببناته، فبينما هو فى بعض أسفاره ومعه بنوه وبناته إذ قال:

قضت وطرا من دير سعد وربّما ... على عجل ناطحنه بالجماجم (٧)

ثم قال لابنه العملّس: أجز يا عملّس، فقال:

فأصبحن بالموماة يحملن فتية ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم (٨)


(١) اختار هذا ابن هشام فى المغنى، قال: لأن ذلك أدخل فى التشبيه.
(٢) الدرة الفاخرة ص ٣٠٦، ومجمع الأمثال ٢/ ٤٧، وثمار القلوب ص ٤١٦.
(٣) دابة كالضبّ، أو العظيم من أشكال الوزغ (وهو سامّ أبرص) طويل الذنب، صغير الرأس.
(٤) المبهج لابن جنى ص ٨٧.
(٥) فى هـ‍: «فلا يطرن» وجعلها مصحح طبعة الهند: فلا ينظرن.
(٦) زيادة من هـ‍.
(٧) طبقات فحول الشعراء ص ٧١٥، وأمالى المرتضى ١/ ٣٧٣. وفى حواشى الطبقات فضل تخريج.
(٨) هذا والذى بعده من غير نسبة فى ديوان المعانى ٢/ ١٣١.