للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا أنا كالّذى أجرى لورد ... إلى آل فلم يدرك بلالا

أرى ذا شيبة حمّال ثقل ... وأبيض مثل صدر السّيف نالا

غطارف لا يصدّ الضّيف عنهم ... إذا ما طلّق البرم العيالا

بهم فخر المفاخر يوم حفل ... إذا ما عدّ بأسا أو فعالا

وبيض لم يخالطهنّ فحش ... نسين وصالنا إلاّ سؤالا

/وجرد يعله الدّاعى إليها ... متى ركب الفوارس أو متالا (١)

فوارسهنّ لا كشف خفاف ... ولا ميل إذا العرضىّ مالا

قوله:

أبت عيناك إلاّ أن تلجّا

دخلت «إلاّ» هاهنا موجبة للنفى الذى تضمّنه هذا الفعل، ألا ترى أنك إذا قلت: أبى زيد أن يقوم، فقد نفيت قيامه، فإذا قلت: أبى إلاّ أن يقوم، فقد أوجبت بإلاّ قيامه، لأنّ المعنى: لم يرد إلاّ أن يقوم، وفى التنزيل: {وَيَأْبَى اللهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} (٢) أى لا يريد الله إلاّ إتمام نوره.

وقولهم: أبى يأبى، مما شذّ عن القياس، لمجيئه على فعل يفعل، بفتح العين من الماضى والمستقبل، وليست عينه ولا لامه من حروف الحلق، وكان قياسه: يأبى مثل يأتى (٣).


(١) رسمت فى الأصل، والديوان: «متى لا» وأثبت ما فى هـ‍، وسيتكلم المصنّف قريبا عن علّة كتابتها بالألف.
(٢) سورة التوبة ٣٢، وكلام ابن الشجرى على دخول «إلاّ» هنا، مسلوخ من كلام الفراء، مع اختلاف العبارة. راجع معانى القرآن ١/ ٤٣٣، وتفسير القرطبى ٨/ ١٢١.
(٣) راجع الكلام عليه فى الكتاب ٤/ ١٠٥،١١٠، وإصلاح المنطق ص ٢١٧، وتهذيبه ص ٥٠٦، وأدب الكاتب ص ٤٨٢، وديوان الأدب ٢/ ١٣٨، وليس فى كلام العرب ص ٢٨، والخصائص ١/ ٣٨٢، وبغية الآمال فى معرفة مستقبلات الأفعال صفحات ٣٣،٦٣،١٠١،١٠٤، وشرح الشافية للرضى ١/ ١٢٣، والمزهر ٢/ ٩٢، واللسان (أبى).