للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرى رجلا منكم (١) ... أسيفا كأنّما

يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضّبا

أقوالا: أحدها: أن يكون (٢) وصفا لكفّ، وقال: يجوز أن يكون كقوله (٣):

ولا أرض أبقل إبقالها

ويجوز أن يكون حمل الكفّ على العضو، كما حمل الآخر البئر على القليب، فى قوله:

يا بئر يا بئر بنى عدىّ ... لأنزحن قعرك بالدّلىّ (٤)

حتى تعودى أقطع الولىّ

أى حتّى تعودى قليبا أقطع (٥) الولىّ، لأنّ التذكير فى القليب أكثر، ألا ترى أنهم قد قالوا فى جمعه: أقلبة، يعنى أن أفعلة هو القياس فى جمع ما كان على فعيل ونحوه، كفعال وفعال [وفعال (٦)] إذا كان واقعا على مذكّر، كقفيز وحمار وغراب وفدان (٧)، فإذا كان اسما لمؤنّث غلب عليه جمعه على أفعل، كيمين وأيمن، وشمال


= ص ٣٨، وضرورة الشعر ص ٢١٣، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٦٧٣، والبلغة فى الفرق بين المذكر والمؤنث ص ٧٠، وغير ذلك كثير تراه فى حواشى ما ذكرت. وأعاده ابن الشجرى فى المجلسين الحادى والثلاثين، والثانى والثمانين. وأنشده ابن منظور فى اللسان (أسف) وترحّم على الأعشى، وليس يصحّ، لأنه مات على الكفر فى أكثر الأقوال.
(١) فى الأصل: «منهم». وما فى الأصل مثله فى الديوان، وانظر حواشى البلغة.
(٢) لم يرد هذا الوجه عند أبى علىّ فى التكملة.
(٣) هو عامر بن جوين الطائى. وصدر البيت: فلا مزنة ودقت ودقها وهو فى غير كتاب. انظر سيبويه ٢/ ٤٦، والخصائص ٢/ ٤١١، والمحتسب ٢/ ١١٢، والمقرب ١/ ٣٠٣، والبلغة ص ٦٤، وحواشيها.
(٤) الموضع السابق من التكملة، والمخصص ١٦/ ١٤٨،١٧/ ٨، والإنصاف ص ٥٠٩.
(٥) قال صاحب الإنصاف: «وكان الأصل أن يقول: «قطعى الولىّ؛ لأن البئر مؤنثة، إلا أنه ذكّره حملا على المعنى، فكأنه قال: حتى تعودى قليبا أقطع الولىّ». ثم ذكر بقية كلام ابن الشجرى.
(٦) سقط من هـ‍.
(٧) فى هـ‍: «وفلان» خطأ، والفدان بتخفيف الدال: الذى يجمع أداة الثّورين فى القران-وهو الحبل -للحرث.