للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأشمل، وعناق/وأعنق، وعقاب وأعقب، وأتان وآتن، وقد جاء فى القليب التّذكير والتأنيث، فجمعهم إياه على أقلبة، كقفيز وأقفزة، دليل على قوّة التذكير فيه، فلمّا لم يقل: قطعاء الولىّ، علمنا أنه حمل البئر على القليب.

وأمّا «الولىّ» فكأنه أراد به الماء الذى يلى الماء الموجود فى البئر، إذا نزح الموجود وليه ماء آخر، كان معدوما فظهر.

قال أبو علىّ: ومثله فى الحمل على المعنى قول الأعشى أيضا (١):

لقوم وكانوا هم المنفدين ... شرابهم قبل إنفادها

أنّث الشّراب، حيث كان الخمر فى المعنى، كما ذكّر «الكفّ» حيث كان عضوا فى المعنى، وهذا النحو كثير.

قلت: إن قوله: «لقوم» وصف لنكرة تقدّم ذكرها [فى قوله (٢)]:

فباتت ركاب بأكوارها ... لدينا وخيل بألبادها

وإنما قال: «باتت ركاب بأكوارها، وخيل بألبادها» لأنهم جاءوا فى طلب الخمر، فباتت ركابهم وخيلهم بحالها، لأنهم على سفر، والرّكاب: إبل القوم التى يركبونها ويمتارون عليها، وواحد الأكوار: كور، وهو رحل البعير بأداته.

وفى تأنيث الضمير من قوله: «قبل إنفادها» قولان: أحدهما أن يكون أراد قبل إنفاد عقولهم، فيكون من باب: {ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ} (٣) لأن ذكر الشّراب وإنفاده دليل على نفاد عقول شاربيه، وقد أشبعت الكلام على هذا الضّرب من الإضمار فيما سبق من (٤) الأمالى، وهذا قول الأصمعىّ.


(١) ديوانه ص ٧١، والإنصاف ص ٥٠٨، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٦٧٦.
(٢) ليس فى هـ‍.
(٣) الآية الأخيرة من سورة فاطر.
(٤) فى المجلس التاسع.