للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا البيت قصّة، وفيه ما يقتضى كلاما وسؤالا، وسأذكر ذلك بعد انتهاء الكلام فيما نحن فيه، إن شاء الله تعالى.

وقوله: «غلب أساورة» واحد الغلب: أغلب، وهو الغليظ العنق، وواحد الأساورة: أسوار، وهو الفارس من الفرس، وقد كسر بعضهم أوّله، والضمّ أشهر (١).

وقوله: «تربّب فى الغيضات» الغيضة: الأجمة، وتربّب: تربّى.

وقوله:

أضحى شريدهم فى البحر فلاّلا (٢)

وضع الشّريد فى موضع الشّراد، فلذلك وصفه بفلاّل (٣)، وفعيل كثيرا ما تستعمله العرب فى معنى الجماعة، كما جاء فى التنزيل: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ} (٤) وجاء: {وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً} (٥) و {خَلَصُوا نَجِيًّا} (٦).

وغمدان: قصر كان بصنعاء، لم ير مثله من البنيان القديم، وكانت الملوك تنزله حتّى هدمه عثمان بن عفّان رضى الله عنه فى أيّامه، وله رسوم باقية إلى اليوم، وصنعاء من المدن التى لا يدرى من بناها: صنعاء باليمن، وإصطخر بفارس، والأبلّة بالعراق، وتدمر بالشام.

وقول سويد بن أبى كاهل:


(١) ذكره الجواليقى بالكسر أوّلا، ثم أفاد أن الضمّ لغة فيه. المعرب ص ٢٠.
(٢) فى الأصل: «ضلالا». وانظر ما سبق فى تخريج القصيدة. و «فلاّل» أى منهزمون. واحدهم: فلّ.
(٣) فى الأصل: «بضلال». وانظر التعليق السابق.
(٤) الآية الرابعة من سورة التحريم.
(٥) سورة النساء ٦٩.
(٦) سورة يوسف ٨٠.