للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخطّة: الحال الشاقّة، ويقال: طاح الرجل يطوح ويطيح، إذا هلك، فمن قال:

يطوح قال: طحت، مثل قلت، ومن قال: يطيح قال: طحت، مثل بعت.

وقوله: «كما هوى بأجرامه» يقال: هوى يهوى هويّا، إذا سقط، وبأجرامه:

أى بذنوبه (١)، جمع جرم، ويروى «بإجرامه» مصدر أجرم، يقال: جرم وأجرم، لغتان، إذا أذنب، وأجرم لغة القرآن.

والنّيق: أرفع الجبل، وقلّته: ما استدقّ من رأسه، والجملة التى هى «لولاى طحت» محلّها جرّ على النعت لموطن، والعائد منها إلى الموصوف محذوف مع حرف الجرّ، والتقدير: كم موطن لولاى طحت فيه، فحذف «فيه» فى مرّة (٢)، ومنهم من يقدّر حذف الجارّ أوّلا، ثم حذف الضّمير بعده، وقد استوفيت القول فى هذا فى بعض ما قدّمته من الأمالى (٣).

ويقال: خوى المنزل يخوى، مثل رمى يرمى، وخوى يخوى، مثل رضى يرضى، لغتان، الأولى منهما أشهر.


= ويبقى أن أذكر أن عبارة أبى جعفر الطبرى فى تفسير (مواطن) فى الآية الكريمة: «أماكن حرب». تفسير الطبرى ١٤/ ١٧٨، وكذلك فى زاد المسير ٣/ ٤١٣.
(١) فسّره أبو العباس المبرّد، على غير هذا الوجه، فقال بعد إنشاد البيت: «وجرم الإنسان: خلقه» الكامل ٣/ ٣٤٥. وقد أخذ البغدادىّ على ابن الشجرىّ تفسيره هذا، فقال: «والأجرام: جمع جرم بالكسر، وهو الجسم، كأنه جعل أعضاءه أجراما، توسّعا، أى سقط بجسمه وثقله، وليس معناه هاهنا الذنوب، كما فسّره ابن الشجرىّ به؛ فإنه غير مناسب». وقال مرّة أخرى: «وقد زلّ قلم ابن الشجرىّ فقال: بأجرامه، أى بذنوبه، جمع جرم. . . ولا يخفى أنّ جعل الأجرام جمع جرم بالضمّ، وتفسيره بالذنب، لا وجه له هنا». الخزانة ٣/ ١٣٦،٥/ ٣٤٣. وجاء بهامش أصل الأمالى حاشية «قوله: «هوى بأجرامه» مثل شابت مفارقه، كأنه جعل أعضاءه أجراما توسّعا، أى سقط بجسمه، وليس لتفسير الجرم بالذنب هاهنا معنى».
(٢) يعنى مرّة واحدة، وسبق له التعبير فى مثل هذا الموضع بقوله: «حذفة واحدة» راجع المجلس الثانى عشر.
(٣) فى المجلسين: الأول، والثانى عشر.