للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنّى، وأسكن ياء «مرتوى» فى موضع النصب، لإقامة الوزن، كقول بشر:

كفى بالنأى من أسماء كافى (١)

وكان حقّه كافيا، لأنه حال، كما قال الآخر:

كفى الدهر لو وكّلته بى كافيا (٢)

ومن روى «وشرّك» نصبا، حمله على ليت، وليس المراد بالحمل على ليت أنه منصوب بالعطف على منصوب ليت المذكورة، لأن منصوبها غير ملفوظ به، ولأنك لو لفظت بضمير الشأن لم يجز العطف عليه، لأنه مجهول غير عائد على مذكور، فكيف وهو محذوف؟ ولكنك تحمله على ليت أخرى تقدّرها، وليس هذا إضمارا لليت، ولكنه حذف لها، على نية الاعتداد بها، حتى كأنّها فى اللفظ، وحسّن ذلك تقدّم ذكرها.

ومثله فى إعمال ليت وهى محذوفة، جرّ رؤبة بالباء المقدّرة، وقد قيل له: /كيف أصبحت؟ فقال: «خير عافاك الله (٣)»، فالتقدير: وليت شرّك مرتوى [عنّى، فمرتوى (٤)] فى هذا الوجه مرفوع، لأنه خبر ليت، فهذا الذى أراده أبو علىّ بقوله:

إن حملت العطف على كان، كان مرتوى (٥)، [فى موضع نصب، وإن حملته على


(١) فرغت منه فى المجلس الرابع.
(٢) صدره: أعان علىّ الدهر إذ حك بركه والبرك، بفتح الباء: كلكل البعير وصدره الذى يدوك به الشىء تحته، يقال: حكّه ودكّه وداكه ببركه. والبيت من غير نسبة فى شرح ديوان المتنبى للواحدى ص ٦٧١، والشرح المنسوب للعكبرى ٤/ ٢٤٠، والإنصاف ص ١٦٩.
(٣) كتاب الشعر ص ٥٢، وحواشيه، والبسيط ص ٤٢٠،٨٣٩، وحواشيه، وأعاده ابن الشجرى فى المجلس الثالث والأربعين.
(٤) ساقط من هـ‍.
(٥) وهذا أيضا ساقط من هـ‍، وهو ثابت فى المجلس السابع والثلاثين، والخزانة ١٠/ ٤٨٢ حكاية عن ابن الشجرى. ثم هو أيضا كلام أبى علىّ فى الإيضاح ص ١٢٣.